Friday, September 14, 2007

تخيل لـو استيفظت من نومك ووجدت أمـريـكـا فـى بـيتك


خيال : المحرر


بالرغم من أنها مجرد مجموعة من الشركات الكبرى ، لكنها تسيطر على العالم كله .. بالفعل أمريكا تحيط بك من كل الجهات وشتى مناحى الحياة منذ أن يرن منبهك المصنع فى الخارج حتى تغلق محمولك الامريكى الصنع حين تذهب للفراش.. أموالها موجودة وبكثرة تسمى معونة عندما تذهب إلى الحكومات وتمويلاً عندما تحصل عليها المعارضة..انها الامبراطورية التى يعمل لها من يعتلى مقاعد الحكم ألف حساب حيث كانت سندهم الرئيسى بيد أنها الآن تريد تغييرهم بعد أن باتوا شاخوا لتدعيم النور الجديد!!...

انقلاب فاشل

من جانبها تؤكد سوسان جورج " احدى زعماء الحركة المناهضة للعولمة الامريكية" فى كتابها القيم - انا والعولمة عالم بديل واحد –أن دولة جورج دبليو بوش تحاول القيام بنقلاب فاشل متسلسل لصالح الشركات ..ولذا فان زعمائها لايهتمون بالشعوب ولابرغباتهم .. بيد أن رفضت النظرإلى الوجه المتوحش لامريكا ..حيث ترى ان هناك فرقا كبير بين ان تكون معاديا لامريكا وأن تكون معاديا للمؤسسة الامريكية الحالية أو معاديا لحكم الشركات ؛ فامريكا اليوم هى دولة شركات ذات صبغة عسكرية .. تحارب الحريات المدنية وتستخدم "البروباجندا" كما كانت تستخدما الامبراطوريات الفاشية والنازية
وبالنظرإلى ما أوردته زعيمة المعارضة الامريكية يمكن الوقوف على بعض المؤشرات التى تدلل على صدق ماذهبت إليه فعندما تم انتخاب بوش الابن للمرة الثانية - اعتمد فى حملته الانتخابية على انجازاته الخاجية وليس الداخلية – لانه لم يقدم ما يستحق ذكره للامريكين أنفسهم على المستوى الداخلى ..وما يعضد ذلك هو أحدث الدراسات الامريكة اللتى أكدت أن مستوى الاقتصادى للفرد الامريكى ابان خلافة كلينتون كان أعلى بكثير مما هو الان مع خلافة بوش الابن ..ولذا فقد وعى بوش الامر من البداية وسعى إلى التركيز على انجازاته الخارجية ليغطى على اخفافاته الداخلية والتاريخ يعيد نفسه ..فأكاد لا أرى بوناً بين مافعله شارل العاشر رئيس فرنسا مع بلاده بعدما زاد فساده وافساده وبين ما قام به بوش مع الامريكيين , توصل الاول إلى الحل السحرى للتغلب على كل المشكلات الاقتصادية فى فرنسا التى كانت تحياها انذاك .. باستعمار المغرب العربى الشقيق الذى لا يملك ما يدفع به الجيش الفرنسى وعليه استطاع أن يفوز فى الانتخابات الرئاسية فى فرنسا مع تأكد الشعب الفرنسى أنه فاسد ومفسد ! لان حقق لهم احلاما لم تكن لتداعب مخيلاتهم اطلاقاً.

وأما الثانى فقد أقنع العالم بان ماض قدما فى التخلص من محاربة الارهاب ! - مع انه أكبر ارهابى اصلا فى العالم أجمع -..وذلك بعد أن يقنع الكونجرس بانها حربا اقتصادية " وليس كما قيل انها حرباً ضد الارهاب".. سوف تستطيع من خلالها الولايات المتحدة الامريكية التحكم فى البترول العالمى .وعليه فقد استطاع الفوز فى انتخابات الرئاسة مع تأكد الشعب الامريكى أنه فاسد ومفسد أيضا!!


أمريكا فى بيتك
يبقى السؤال مطروحاً ماذا تفعل لو استيقظت من نومك ووجدت أمريكا " تؤانسك فى بيتك" ... ماذا بعد الثورة والرفض الآنى..هل يمكن أن تستلم أم أنك ستظل تقاوم لآخر رمق !! ولما لاتعطى نفسك فرصة حتى تجرب الديموقراطية الامريكية ولو لمرة – بمزاجك – بالرغم من أنك ذقت مرارات الديكتاتورية العربية لسنين وسنين - رغماً عنك-!!!
هل تتصور أن يكون الحال أفضل مما نعيشه الآن ..هل يمكن أن نغدوا فى ديموقراطية حقيقية كما هو الحال فى الامريكيين أنفسهم !

الحريات

هى أهم الملفات التى تتباهى الامبراطوية الامريكية بتطبيقها وتتغنى بها ليل نهار فلا فرق بين جنس أو عرق أو نوع ... الكل سواء فى الاستمتاع بكامل حقوقهم والتعبير عن مطلق أفكارهم .. فإذا سلمنا " جدلاً " بأن هذه الحقوق تطبق فى أمريكا نفسها فهل يمكن أن يتم تطبيقه فى دولة محتلة ... هل نالت أفغانستان أو العراق مسحة من الليبرالية الامريكية ... أم أنها الدولة العظمى امتصت الدماء من العروق.. وامتهنت انسانيتها بشتى الصور بداية من الحرمان من المأكل والمشرب حتى الاعتداء الجنسى على الرجال والنساء على حد سواء ... هذه هى الحريات المنوطة بتنفيذها القوات الامريكية ... فهل تقبلها أم تقبل الوضع الراهن من السحل والاعتداء والاغتصاب لمعارضى النظام ولكن بعيداً عن الاعين!!!..انه اختيار صعب بين امريكا والديكتاتور وهذه هى علامة العجز .


الشريعة و الدستور

محو الشريعة الاسلامية من الدستور وكل مايتصل لها بصلة سوف يكون هدف الاستعمار الاوحد !! بل قد يتحول الاغلبية المسلمة إلى أقلية مستضعفة لتنافس أندونيسيا فى كونها أكبر أقلية اسلامية فى العالم مع أضافة " متسضعفة " ولن تكون الصورة لاخواننا الاقباط على حال أفضل وذلك لاختلاف المذاهب بين جمهور مسيحى مصر ومتعصبوا أمريكا من الاقباط الذين يعاملون كل من سوى دينية معاملة واحدة حتى ولو اقتصر الامر على اختلاف الطائفة فحسب ..ومن ثم فسوف تتحول البلاد إلى بلد علمانية " بجد" وليذهب التيار الاسلامى للجحيم !! وهو ماسيؤول بالتعليم الدينى إلى الانحدار أيضاً وربما الانهيار كنتيجة حتمية لانهيار مؤسسة الازهر العريقة

الاقليات

الاضطهاد للاقليات كان دوماً " مسمار حجا" لامريكا للتدخل فى الشئون الداخلية لاى بلد عربى ، فأكراد العراق أقلية ضعيفة عليهم الاستقلال عن العرب والسنة ..ويطرح الاقتراح الخطير لماذا لا يكون رئيس دولة العراق كردياً وكذا وزير الخارجية " تصوراً أنه سوف يجلس مع وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية" ويناقش أمور بلاده معهم !! أنه مخطط جهنمى لاقصاء العراق خارج حظيرة العرب تماماً ...والامر قد يتكررفى مصر بطرح مفاهيم عرقية أو طائفية بتقوية النزعة الفرعونية " الكلمة التى تسكر المصريين كثيراً " فى مواجهة الوحدة العربية التى دعا إليها الراحل " جمال عبد الناصر " ... وذلك بخلاف إظهار اقباط مصر " وهم جزء اصيل من نسيج المجتمع " بمظهر الاقلية المستضفعة ..وينكشف ذلك بجلاء فى مؤامرات أقباط المهجر وعلى رأسهم مايكل منير ...
اثارة الفتنة الداخلية يضمن لهم الاستمرار لاطول فترة ممكنة فى امتصاص خيرات البلاد وهم فى أشد التأكد من أن التناحر الداخلى هو ما يضمن لهم السيطرة التامة على كل موارد الدولة


الاقتصاد

هو السبب الاول فى أن تجد أمريكا فى بيتك فلا يهم اثارة الفتنة ولا الدعوة لعلمانية الدولة بقدر أهمية السيطرة على اقتصاديات البلاد ونهب ثرواتها ..بل ان كل الاليات التى تستخدم فى الغزو وتعزيز بقاءه بعد ذلك تهدف أولا وأخيراً إلى استقرار قوات الاحتلال ومن ثم البدء فى الاحتلال الاقتصادى المباشر بدلاً من الهيمنة بعيدة المدى بواسطة الشركات متعددة الجنسيات ... وبالطبع فإن موالسى النظام سوف يتحول بالتبعية لموالسون لقوات الاحتلال بالتبعية وليس العراق عنا ببعيد !!!
الغريب أن البلاد سوف تعيش آنذاك فى بداية الاحتلال أياما لم "تشم رائحتها" ابان حكم الديكتاتور وذلك لضمان القضاء على أى مقامة قبل أن تشكل .. وبعد ذلك سوف يظهر الوجه الحقيقى للاحتلال ....
انه اختيار صعب و لكن لامفر منه ، هل نرضى أن نستعبد بعضنا بعضاً أم يستعبدناً محتل أجنبى ....ولكن لما لانفكر فى الوحدة الشاملة بين كل الشعوب العربية والاسلامية فهى من وجهة نظرى السبيل الاوحد الذى يرد للعرب وللمسلمين قيمتهم المسلوبة !!

No comments: