Sunday, September 16, 2007

صلاة الشيوعي باطلة!!



بقلم: أ. د/ حلمي محمد القاعود


تركت منظمة "فتح" قضية التحرير الوطني التي قامت على أساسها وصنعت منها هدفًا وغاية، وتفرغت للقتال ضد منظمة "حماس" والتشهير بها، والسعي لاستئصالها، وفقًا للإرادة الاستعمارية النازية اليهودية، ومع أن المنظمات الفلسطينية خاضت عملية الانتخابات التشريعية على أساسٍ ديمقراطي، فإن منظمة "فتح" بقيادة الدحلانيين وأشباههم لم يرتضوا بالنتائج التي انتهت إلى فوز "حماس" بالأغلبية الكبيرة، وأخذوا على عاتقهم مشاركة أعداء العرب والإسلام من حكومات الغرب الصليبي الاستعماري، وقاعدته الاستعمارية النازية اليهودية في فلسطين المحتلة، حصار الحكومة الشرعية، وتجويع الشعب الفلسطيني، ومنع أمواله المستحقة لدى الغزاة، والمساعدات التي ترد إليه من الدول العربية؛ بقصد إسقاط حكومة حماس والقضاء على وجودها السياسي والعسكري..


صحيح أنهم وجدوا دعمًا غير خلقي وغير وطني وغير إسلامي من بعض الحكومات العربية، شجَّعهم على الاقتتال، واستفزاز أفراد حماس للدفاع عن النفس، ومع ذلك لم يستجيبوا للنصح، ولم يقبلوا بالوساطات، ولم ينفِّذوا الاتفاقات، وارتضوا أن يكونوا "حصان طروادة" الذي يختبئ بداخله العدوّ النازي اليهودي، وهو ما اضطَّرَّ "حماس" إلى تصفية بؤر الفتنة، وتطهير أوكار الخيانة، وعرض الوثائق الدامغة التي تثبت بيعهم للقضية من أجل ملايينهم التي يستثمرونها داخل فلسطين المحتلة وخارجها!

ومع أن غزة صارت أكثر أمنًا وأمانًا بعد تطهيرها من الخونة والبلطجية وتجَّار المخدرات واللصوص، فإن ذلك لم يرق لآية الله محمود رضا عباس ميرزا- رئيس ما يُسمى بالسلطة الفلسطينية المحدودة- وأشار عليه العملاء بإثارة الشغب من جديد، وتعكير صفو الأمن في غزة، وإطلاق الشائعات على الحكومة الشرعية، وذلك من خلال إقامة صلاة الجمعة في الميادين العامة دون المساجد الجامعة التي اشترطها الفقهاء، وللأسف فقد كان صاحب الفكرة شيوعيًّا ملحدًا لا يؤمن بالله ولا رسوله ولا القرآن، ولا يُعرف عنه أنه أدَّى الصلاةَ في يومٍ ما، والغرض من الصلاة في الميادين العامة أن يتجمَّع الموالون لفتح، ويُحوِّلوا الصلاة إلى مهرجان خطابي استفزازي يشتبك مع القوة التنفيذية لحماس، ويرى الناس على شاشات التلفزة صورة العِراك بين الطرفين، وهو ما يؤدي إلى لفت الأنظار بعيدًا عن جرائم الغزاة النازيين اليهود، وتوغلاتهم في قطاع غزة، وقتلهم للمدنيين والمقاومين، وتدمير المباني والورش الصناعية، واستهداف قيادات حماس، ومؤخرًا استطاعوا أسْر قائد القوة التنفيذية ليكون ورقةً رابحةً في أيديهم عند المساومة على الجندي اليهودي الأسير "جلعاد شاليط".


صلاة الشيوعي في الميادين العامة باطلة بحكم قواعد التشريع الإسلامي الخاصة بصلاة الجمعة، وتؤكد على خيانة الشيوعيين بصفةٍ عامة، وموالاتهم للأعداء من النازيين اليهود الغزاة، فقد وقفوا إلى جانبهم قبل عام 1948م؛ بحجة أنهم مضطهدون في العالم، وندَّدوا بالجهاد ضدَّهم في عام 1948م بعد قيام الكيان الغاصب وتوحشه وطرده لالآف الفلسطينين وتدميره لقراهم، وذبحه لأعداد كثيرة منهم؛ بحجة التضامن معهم لأنهم طبقة عاملة، والشيوعيون لا يؤمنون بأن القدس مقدسة، وأن الخليل مقدسة، وأن فلسطين مقدسة.. إيمانهم يتركز في استئصال الإسلام والقضاء عليه؛ خدمةً لمقولات "كارل ماركس" اليهودي الأفَّاق الذي ملأ الأرض خرابًا ودمارًا ودماءً.. صلاة الشيوعي الفلسطيني إذًا باطلة بكل المقاييس.


وإذا كان آية الله محمود رضا عباس ميرزا قد تماهى مع الغزاة النازيين، وصار ابنًا مطيعًا لهم، يأتمر بأوامرهم وينفذ مطالبهم، ويُسمِّي منظمات المقاومة بالميليشيات، ويسعى بوساطة مساعده الأمريكي المدعو "سلام فياض" إلى نزع سلاح المقاومة، وتجريد الشعب الفلسطيني من كل أداة للمقاومة، فأعتقد أنه واهم، وأنه يحرث في البحر حتى لو حقق نجاحًا نسبيًّا أو مرحليًّا، من خلال إطلاق سراح بعض الأسرى، الذين تعهَّدوا بترك المقاومة، أو بعض الأفراد الذين سلَّموا أسلحتهم، أو تدريب قوات الأمن التابعة له بوساطة أمريكا والعدو النازي اليهودي وبعض الدول العربية للقضاء على المقاومين ونزع أسلحتهم.


لقد سلَّم محمود عباس الأسير اليهودي الذي أسرته في جنين قبل أسابيع سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الفلسطيني، كما سلم من قبل أحمد سعادات رئيس الجبهة الشعبية، ولقي ثناءً من المجرمة اليهودية "تسيبي ليفني" التي نوَّهت بتفوق قوات الأمن الفلسطيني على قوات المقاومة، وظنَّ عباس أنه بذلك سيجد مقابلاً وطنيًّا يتكافأ مع تسليم ورقة رابحة، كان يمكن أن يُساوم بها لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ولكنه وجد المقابل الوطني سريعًا في تصريحٍ للمجرمة ليفني أيضًا، حين قالت إن عودة اللاجئين الفلسطينيين لا تعني كيان الغزاة النازيين اليهود، ولكنها تعني الدولة الفلسطينية الموهومة!


بل إن آية الله محمود رضا عباس ميرزا- وهو يلتقي بسادته الغزاة النازيين اليهود- لم يجد دليلاً واحدًا على رغبتهم في المصالحة بمفهومها القانوني والدولي، فلا قدس، ولا حدود، ولا دفاع، ولا استقلال.. ومع أنه كان يتصرف وفقًا للرجل الجنتلمان، وقبَّل عجوزًا يهودية من خدَّيها يوم 10/9/2007م في مقر القادة الغزاة بالقدس الغربية المحتلة، فإن نتائج مفاوضاته مع الغزاة تتحدث عن إخفاق ذريع في الحصول على أي شيء، بل تم تكليفه بتنفيذ الرغبات النازية اليهودية ضد حماس وضد شعبه، وبينما كان يُقبِّل العجوز اليهودية في القدس المحتلة، كان جنوده يضربون طلاب جامعة الخليل ويقمعونهم في مشهد بشع بثَّته شاشات التلفزة العالمية والعربية واليهودية!


إن الارتماء في أحضان العدو النازي اليهودي، والانبطاح أمامه لن يثمر شيئًا، ولن يغطي عليه تجييش كتائب السفلة والرعاع على شبكة الإنترنت؛ ليشتموا الناس بأحطِّ الألفاظ وأقذعها، ففلسطين لا يُحرِّرها خائن، ولا موالٍ للعدو، ولا خائر القوى محلول العزيمة فاقد الإرادة.. وكان على عباس ورفاقه الدحلانيين أن ينتبهوا إلى أن التاريخ لا يرحم مَن يفرِّط في المقدسات والأوطان، وإني لناصح لمَن يعنيهم الأمر أن يقرأوا التاريخ، وخاصةً تاريخ الحروب الصليبية التي ضاعت فيها فلسطين والقدس وأراضٍ عربية أخرى، وكيف كان بعض الحكام العرب آنئذٍ يستنجدون بالصليبيين الهمج الغزاة ضد إخوانهم العرب المسلمين ويشون بهم، وينقلون إليهم أسرارهم، فكانت عاقبتهم هي أنهم صاروا في أسود صفحات التاريخ، وحلَّت عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين!


لقد كان من المضحك أن يدعو آية الله محمود رضا عباس ميرزا شعب غزة إلى الإضراب، ويستغل بعض الفصائل الشيوعية لتحقيق دعوته، وتحريكها لتدعو حماس إلى الاعتذار، واسأله عن أي شيء تعتذر حماس؟!


هل تعتذر نيابة عن عباس ورجاله الذين وفَّروا المعلومات للعدوِّ كي يغتال الشهداء: أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وصانعهم الأول ياسر عرفات؟ عدا العشرات من القادة الميدانيين، والمواطنين الأبرياء؟


هل تعتذر حماس عن مشاركة عباس ورجاله في حصار الضفة والقطاع مع العدوِّ، وإسقاط الحكومة الشرعية التي انتخبها الشعب الفلسطيني، وإغلاق المعابر، وخاصةً معبر رفح، في وجوه الداخلين والخارجين إلى غزة ومنهم المرضى والضعفاء والفقراء؟


إن عباس ورجاله حين يرتمون في أحضان العدوِّ، ويرفضون الحوار مع شعبهم، سيدفعون بالوطن الفلسطيني إلى الهاوية، وساعتها لن يرحمهم التاريخ، فضلاً عن حسابهم الآتي لا محالةَ أمام رب العباد.

No comments: