Tuesday, May 8, 2007

سنحاسب على تقصيرنا ورب الكعبه




الخروج على الحاكم الظالم قرض عين على كل مسلم

امن دوله


هل بات فرعون متجبراً الا عندما أستخف قومه فاطاعوه .. لم يكن فرعون الاقوى أو الاحق أو الاجدر بالسلطة لكنه كان الاذكى استخف قومه السذج فاطاعوه ثم بعد ذلك عبدوه .. فأصبح اسطورة الارض فى العظمة والجبروت وهم من منحوه ذلك بايديهم .. الامر الذى أكده د. محمد حبيب النائب الاول لمرشد جماعة الاخوان المسلمين موضحاً أن وضع الخمول التام الذى تحياه الامة الاسلامية يعطى المستبد الفرصة الذهبية ليغلوه فى ظلمه واستبداده فالاستبداد السياسى الذى تحياه مصر قد آل لتخلف مصر علمياً وتقنياً وحضارياً وعليه فيجب زيادة فرص التعبير عن الرأي لأن مفهوم الإسلام انه مجرد عبادة أو صلاة وصوم فقط مفهوم مغلوط فالإسلام هو منهج حياة كاملة من دين وسياسة واقتصاد وثقافة وفن الخ ...
ويأتى ذلك فى مواجهة العلماء المحافظين من موظفى الدولة الذين نسوا أو تناسوا ضروة الاجتهاد فى النص _والذى وصفه سيدنا على " رضى الله عنه " بأنه حمال أوجه _وعدم التسليم بحرفية النص وهو المنوال الذى صار عليه المصطفى " صلى الله عليه وسلم " والخلفاء الراشدين من بعده " والا فلن يكون القرآن والسنة مناسبان لكل عصر !! الا أنه على ما يبدوا أن البعض لهم حسابات أخرى إذ يؤكد د. عبد الله بركات عميد كلية الدعوة بجامعة الازهر ان الطاعة واجبة على الامة قاطبة لولى الامر بالتزام أمره واجتناب نهيه حتى وإن قصر فيما يجب عليه من واجبات أى أنه علينا أن نعيش تحت اسر الظلم والاستبداد دون أن يتحرك لنا ساكن! ..
وأوضح د. بركات أنه حال مخالفة الحاكم لنص شرعى فإنه على العلماء التحرك لنصحه وارشاده وان لم يستجب يدعومن له بالهداية ويأمرون الناس بضبط النفس !!! وذلك حتى لا تحدث مصادمة بين الوالى والرعية فيضظر الحاكم على أثرها إلى تنفيذ ما يريده الشعب على كراهية منه . وهو ما لايرضاه د. بركات !!!
وحول عاقبة الحاكم المستبد ذكر عميد كلية الدعوة أن الله عز وجل سوف يحاسبه فى الآخرة ، أما نحن فلايجوز لنا محاسبته فى الدنيا اطلاقاً – على حد زعمه ..
ويتلاقى هذا الرأى مع ما ذهب إليه د. عبد الله سمك رئيس قسم الاديان والمذاهب بالكلية بقوله طاعة اولى الامر مرتبطة بطاعة الله ورسوله ولايمكن فصلها عنها ، فلقد أمرنا الرسول " صلى الله عليه وسلم " بأن نطيع الحاكم فى المنشط والمكره الا لو وجدنا منه كفراً بواحاً لا يمكن حمله على وجه حسن .. حتى وان كان الحاكم ظالماً أو مستبداً وذلك لأن اخف الضررين فى نظره هى احتمال الظلم بدلاً من القيام بثروة أو عصيان مدنى!! .. غير أنه على ما يبدوا قد تناسى أن الآية تقول اولى الامر منكم ..أى منكم أيها المؤمنون وليس اى حاكم مسلم فحسب فشرط الطاعة هنا هو تمتع الامام بالايمان ومن ثم العدل فهل ينطبق هذا على حالنا !!!..
وفى هذا السياق يشدد د. السيد ابو الحمايل من قسم الثقافة الاسلامية بكلية الدعوة على أن طاعة أولى الامر أمر الهى وواجب شرعى طالما يقيم فينا شرح الله وحدوده وعندما سألته وهل يفعل مبارك ما تقوله تعثر فى رده وقال بالحرف الواحد انتا عايز ايه بالضبط خلينا بعيد عن السياسة!!!!
ولعل الارآء السابقة تكشف بصدق عن الحالة الرثة التى وصل إليها ففقهنا السياسى
المريض فليحيا السلطان وان فنا الجميع ... ولكم أن تعرفوا أن الحاكم الذى لا يقيم حدود الله فى ارضه لا يستحق أن يجلس على كرسيه للحظة الامر الذى أكده الناشط السياسى كمال السعيد أمين تنظيم جماعة الجهاد الاسلامية موضحاً ان الاسلام يرى أن العلاقة بين الحاكم ومحكوميه علاقة عقدية فيه تفوض الامة لحاكمها القيام على أمرها بشروط العقد وان أخل أى الطرفين بما تم التعاقد عليه فى حقه فمن حق الطرف الآخر فسخ العقد وسحب امتيازات الطرف الآخر ...
وبعد ذلك تقوم الامة باستنصاحه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وإن لم ينته فلتطبق الامة نظرية الخروج على الحاكم والتى سبقهم بها الحسين بن على وزيد بن الحسين كما ذكر ابن حزم فى كتابه العظيم "الصفة فى المنن والمحن" فالفقه الاسلامى يوازن بين المصالح والمفاسد ويغلب المصلحة فلابأس أن يضحى البعض ليعيش الكل فى عدل وسلام ..
وتابع السعيد بقوله طبقاً للاراء الفقهاء فإنه حال بطلان وظيفة الحاكم لعدم وفائه بمتطلبات الامة فيجب على الامة قاطبة التحرك نحو هذا الحاكم لتغييره ..
ومن جانبه يقول الكاتب الاسلامى فهمى هويدى أن طاعة الامر مشروطة بوفاء الحاكم بالتزاماته وتكون فى حدود الامر بالمعروف و النهى عن المنكر ولا يوجد فى الاسلام طاعة عمياء سوى لله" عزوجل" ولرسوله " صلى الله عليه وسلم " ... واذا حاد الحاكم عن الطريق المستقيم فيجد على كل مؤمن أن يواجهه ولا يستسلم له لان السكوت على المنكر يزيد توحشه ، والخروج على الحاكم عندما يستأثر بالسلطة فرض عين على كل مسلم !!

No comments: