Thursday, May 3, 2007

نحن ننشر كتاب الاصلاح فى الكنيسه والذى حظره البابا شنوده

" أمن دوله " تنشر الكتاب الذى حظره البابا "حتمية النهوض بالعمل الكنسى"
وتنفرد بالتاريخ السرى لصراعات مؤلفه " الانبا بفنوتيوس اسقف سمالوط مع البابا و بيشوى " !!

· البابا راجع محتويات الكتاب كامله قبل النشر فلماذا يصادره الان !
· بفنوتيوس هو جبهة الاتصال بين العلمانيين وجبهة الاصلاح فى الصعيد !

أمن دوله

كشف القرار الشفهى للبابا شنودة منذ ايام بمنع تداول كتاب " حتميه النهوض بالعمل الكنسى " للانبا بفنوتيوس أسقف سمالوط عن زيف ادعاءات الكنيسه بأنها مع حريه الرأى والتعبير وضد مصادرتها تحت اى مسمى كان ! دون امتلاك ايه اليات لاداره الحوار مع المخالفين فى الرأى ، فضلا عن تأكيد فكره احتكار البابا للسلطه الدينيه والروحيه والسياسيه .. وكل انواع السلطه داخل الكنيسه فهو يمثل قبضه الحق وكل ما سواه بالضرورة باطل !

الكتاب تم نشره فى مارس الماضى و تم توزيعه على الكهنه وفى الاديره ولم يعرض لجمهور الكنيسه أنذاك ... ولكن لم البابا متصوراً أن يلاقى كل هذا الرواج وهو ما ارجعه الكثيرون إلى صدق كل الوقائع التى ذكرها الكتاب واعتماده على المنطق العقلى فى الاقناع فضلا عن شمول النظره الاصلاحيه للكتاب كله من المقدمة للخاتمة !

و لان البابا لم يشأ الدخول فى صراعات هو فى غنى عنها " ولو مؤقتاً " فقد اصدر القرار بحظر الكتاب " شفهيا " حتى لا يظهر أنه ضد الكتاب بشكل رسمى .. و على الفور تم سحب الكتاب من كل الابراشيات تمامأ أو حذف كل ما ينادى بضرورة الاصلاح الكنسى " باعتبار ان الكنيسه لا تحتاج لاصلاح كما اكد البابا مراراً " و عرض الكتاب مرة أخرى مثلما حدث فى ابراشيات اخرى ..

وليس هذا فحسب بمجرد نشر الكتاب قرر البابا تحويل " بفنوتيوس" للتحقيق الكنسى يوم 22 من الشهر الماضى ولكنه لم يستطع تنفيذ المحاكمة حتى الان خوفاً من عمليات التعبئه الجماهيريه المحتمله ضده مثلما حدث مع الانبا كيرلس اسقف نجع حمادى ..وقد ارجأ البابا قراراً بعدها بوقف اى تحقيق مع اسقف سمالوط لعدم ضمان وجود الهدوء التام وخوفا من حدوث أعمال شغب أثناء المحاكمه ..

وقام البابا بحشد اكبر عدد من المؤيدين لقرار الاحاله للجنة المحاكمات الكنسيه وقام بعقد لقاءات مع رموز القيادات العلمانيه والتى لم تشاطره وجهه نظره مما جعله اصابه باحباط شديد ، خصوصا ان الانبا بيشوى لم يكن محفزا لقاءه بأحد من البدايه باعتبار ان ذلك يعطى لهم شرعيه لا يستحقوها !

وبلاشك فإن احاله الانبا بفنوتيوس إلى التحقيق محاوله جديده من محاولات الانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس والذى يضع نصب عينيه مجموعة معينة على رأسهم الاسقف السابق يعتبرهم ألد اعدائه ويعمل جاهداً منذ سنوات على التخلص منهم مهما كان الثمن .. ليصل للكرسى المرقصى حلمه الكبير !

الكتاب الذى سبب الازمة تدور فكرته الاساسية حول اهمية تطوير مجموعة متكاملة وجديده من القوانين المنظمة لجميع مجالات العمل والخدمة فى الكنيسه ، إذ ان اللوائح الحاليه لاتصلح للعصر الحالى ولا بديل عن تغييرها ، كما قدم الكتاب مقترح متكامل لحلول مؤسسيه لغالبيه المشاكل المثاره داخل الكنيسه .. بدايه من تنظيم العمل داخل المجمع المقدس وتحديد اختصاصات البابا وتنظيم عمل المجلس الاكليريكى و كيفيه اختيار سكرتير المجمع وحفظ وثائقه ومضابطه .. واهم ما فيه تطرقه للمحاكمات الكنسيه و اختصاصات المجلس الملى و ضرورة تغيير لائحة اختيار البابا !

يبدأ بفنوتيوس كتابه " الجرئ " بالتأكيد على ضرورة تلاقى رجال الاكليروس والعلمانيين ووجود قواعد تنظم العلاقه بينهم ... ثم يمضى لتقديم عرض تاريخ كنيسه الاسكندريه القبطيه الارثوذكسيه ويعرج على لائحة " تشكيل المجمع المقدس واختصاصاته التى أوضح بشأنها ضروره أن يتم الالتزم بوضع جدول باسماء المرشحين فى المجلس الاكليريكى العام فضلا عن كتابه رئاسته بكتابه الاسماء التفصيليه لقراراتها قبولا او رفضاً مع ابداء الاسباب مقننة باحكام الكنيسه ونصوص الرسل والدسقوليه والمجامع المقدسه ... و وضع جدول زمنى دورى لترشيح اعضاء المجمع المقدس لضمان التجديد المستمر !

ثم استطرد فى الحديث عن رئاسه البابا المجمع المقدس ما دام حيا الا لو تدهورت الحاله الصحيه او اصابه الجنون بعد التأكد من ذلك أو حال رفض البابا عن عقد المجمع مع طلب أكثر من نصف اعضائه .. ومنه إلى التعرض " سكرتاريه المجمع المقدس التى يقبع عليها الانبا بيشوى مشثيراً إلى ضروره ان يكون مضى على سيامته كاسقف او مطران خمس سنوات وخدمته ثلاثة سنوات قابله للتجديد حال انتخابه ويجب ان يكون على علم بالاحكام الكنسيه وينخب بالاقتراح السرى من ا بين ثلاثة مرشحين على الاقل ...

وطالب اسقف سمالوط لجان المجمع المقدس واهمها لجنة حفظ مضبطه المجلس الذى طالبها اسقف سمالوط بعمل مضبطه سنويه لحفظ كل حرف دار فى المجمع الا لو طالب 2/3 اعضاء المجلس خذفها كما اشترط ان يكون لها امين سر يساعده احد الخدام .

كما شدد على ضرورة التزام لجنه الطقوس بكل ما يتعلق باشكال وملابس الرتب حتى لا يتحول الامر لكرنفال .. وعلى لجنة الايمان والتعليم تحديث تدريس التاريخ المسيحى ومراقبه كتب الابراشيات والالتزام بالتوعيه للشرح الارثوذكسى !!

وبخصوص قرارات المجمع المقدس الذى ينعقد مرتين سنويا مع بدء الصوم الكبير وفى بدايه السنه القبطيه أو تبعا لمقتضيات الظروف إذا دعى لحضوره اكثر من 2/3 من اعضاء المجلس و القرارات باغلبيه الثلثين ايضا و صوت البابا مرجحاً فأكد على ضروره أن ترتقى عن الميول الشخصيه ! و تسائل عن ما هيه الطبيعة الكنسيه للعقوبات ؟ التى لا يجب ان يكون القصد منها اهدار كرامه الشخص لانها تختلف عن عقوبه القوانين إذ تهدف لتنقيته من ذنوبه فى الاصل .. و يفترض ألا تتصف العقوبه بصفة الدوام حال توبه المخطئ .. وينبغى الا تدخل تحت بند الانتقام بأى حال من الاحوال فيمكن ان ترفع بواسطه صاحبها الذى منح سر الكهنوت ، والعقوبه الكنيسه اساسها العدل والمساواه عند التطبيق ويجب فيها التطلع لامارات التوبه ان وجدت ووضعها فى الاعتبار ...

وانتقد أيضا بعض انواع العقوبات الكنيسه مثل عقوبه القطع الدائم التى اعتبرها أشد من الموت لان الموت راحة للجسد أما تلك العقوبه فقطع عن حياه نورانيه .. ويجب الا يتم اشهار هذا الامر فى وسائل الاعلام حفاظا على كرامه الكنيسه ومنع التشهير بها ، و نادى بعمل مجلس استشارى اعلى للكنيسه الارثوذكسيه كبديل للمجل الملى الحالى لرعايه مصالحها الاقتصاديه و الاجتماعيه ..

اهم ما فى الكتاب ما جاء فيه من نقد لاذع للائحة انتخاب البابا وشروط الترشيح الصادره منذ 1957 إذ اعتبرها الكاتب لائحة عبثية للغايه ولا تصلح للوقت الراهن .. فهى تنص على اشراك اعضاء المجلس الملى فى انتخاب البطريرك على الرغم من المجلس لا يتمتع بأى وجود قانونى له أصلاً .. ويجب ان يكون من يود الترشيح زاهداً فى الترشيح و يرشحه رجال الاكليروس البالغ عددهم 4 آلاف كل عبر ابراشيته .
كما هاجم ما يسمى بالقرعة الهيكليه لانتخاب البابا والتى أكد انها هرطقة لا اساس لاهوتى لها .. فيجب ان تكون القرعة على اساس كتابى تجعل من يختارون البابا ومن يرشحوه اصلا هم رجال الاكليروس ...

والقرعة الهيكليه يتم فيها اختيار أكثر ثلاثه اشخاص حصلوا على تصويت من المجمع المقدس والمجلس الملى ليتم عمل قرعة هيكليه لهم بوضع اسم كل منهم فى " سبت " ويأتى طفل لم يبلغ الحلم ويتناول ويدخل غرفة مظلمة ليختار واحد منهم باعتبار ان يد الرب هى التى تختار !

ومن جهته أكد الاب الكاهن " موسى " المقرب من الانبا بفنوتيوس لـ " الاسطوره " أن الكتاب عباره عن مشروعات بحثيه ومشروعات قوانين يجب ان ترى طريق النور وينبغى ان تتجاوب معها الكنيسه لكسر الحاجز الذى صنعته مع كل من يحاول عرض رؤية أو فكر جديد ..

وأكد أن بفنوتيوس لا يسعى للصدام مع احد وانما يهدف للرقى باحوال الكنيسه و هو لما يتعرض بالطعن على اى شق لاهوتى وانما طرح وجهة نظره لبعض الامور التى يمكن تغييرها .. وفجر قنبله من العيار الثقيل بقوله " البابا راجع ملازم الكتاب واحدة تلو الاخرى " قبل النشر ولم يعترض عليها " فى البدايه .. فما الداعى لكل تلك الضجة الان .

و" الاسطوره " تنشر جذور الازمة العصيبه بين اسقف سمالوط مع البابا والانبا بيشوى لتكشف بجلاء أن ازمة الكتاب الاخيره لم تكن سوى حجة و فرصه لن تتكرر لـ " تصفيه الحسابات القديمة " فبعد رسامة بفنوتيوس بسنوات قليله بدأت الخلافات بين الاسقف الشاب والبابا بخصوص طريقة ادارته للابراشيه حيث كان اسقف سمالوط مهتما ببناء مستشفى حديث فى مقر الايبارشية لعدم وجود مستشفيات فى بلاد الصعيد كلها على المستوى اللائق باعتباره كان طبيباً فى الاصل ..

و لكنه تم اتهامه من قبل بعض قيادات ايبارشيته بأنه يخصص كل موارد الابراشيه لبناء المستشفى .. وعليه تدخل البابا لفتح قنوات اتصال خلفيه مع الكثيرين ليكونوا مواليين له مباشره و ليضعف سلطة الاسقف داخل ايبارشيته .. ضاربا عرض الحائط بضرورة استقلاليه الايبارشيات !

و عارضه وقتها الاسقف بشكل علنى ورفض تدخله فى شئون الايبارشيه .. وهو ما شكل القطعيه التامة بين ايبارشيته وجميع مؤسسات الكنيسه الارثوذكسيه .. و من يومها لم يشارك فى جلسات المجمع المقدس ولم يكن عضواً بارزاً فى أيه لجان كنسية او حتى ايه احتفالات او مهرجانات .. الخ

وكان الاتصال بين بفنوتيوس وشنوده بواسطه وسيط وهو الانبا " ارسانيوس " اسقف المنيا " .

ومع اثارة ازمة عزل الانبا متياس أسقف المحله فى 2005 حضر لسقف سمالوط اول جلسه له فى المجمع بعد مقاطعته لسنوات عديده ..

و لكم ان تعلموا انه يتمتع بمحبه جميع اهالى سمالوط المسلمون قبل الاقباط بعد تأسيسه لمستشفى " الراعى الصالح " فى تلك المدينة ، كما انه من اشد المعارضين لفكره اقامة الموائد الرمضانيه التى يحضرها البابا و لا تستهدف الفقراء والمساكين اطلاقاً .

ومن ابرز موافقفه التى سيكتبها التاريخ له بماء الذهب موقفه من تيارات الاصلاح الكنسى حيث دخل فى مواجهات شديدة مع البابا والانبا بيشوى من اجل الدفاع عن الحقوق المهدره فى الكنيسه .. ليكون الاسقف الوحيد التى كسر حاجز الخوف وسط تيارات الخضوع التام من الجميع تحت تأثر الطاعة العمياء للبابا او الخوف من بطش " بيشوى " و كان لذلك اثره الكبير فى تشجيع بعض الاساقفه الاخرين ليفكروا فى التمرد على سلطات سكرتير المجمع المقدس .

ونذكر فى هذا الصدد دوره فى ازمة المتنيح "القس صموئيل وهبه " والذى تعرض فى احد كتبه لازمة " تناول يهوذا ومشاركه فى العشاء الربانى من عدمه مع ترجيخه لمشاركته " وهو ما اثار الانبا بيشوى و همس للبابا بضرورة اثاره هذا الامر واعتباره بدعة .. لينتهى الامر بطرد مؤلف الكتاب من الكليه الاكليريكيه لمحاكمته ! ووقتها كان اسقف سمالوط اول من تحرك فرسم وهبه قساً فى يوليو 2003 لقطع اى طريقه لمحاكمته وليكون قساً يدخل تحت مسئوليه اسقفيه سمالوط فحسب .

وكذلك رفضه لمحاكمه الانبا متياس اسقف المحله والتى اشعلها رمادها الانبا بيشوى .. ولكن اسقف سمالوط نجح فى تغيير قرار تجريد اسقف المحلة لقبول استقاله حفاظا على كرامته ! .. وكان الوحيد الذى لم يوقع على قرار قبول الاستقاله .

كما انه قام بتكوين جبهة من اساقفه الصعيد للاصلاح الكنسى تضم فى عضويتها كل الاساقفه الذين لا ينتمون لتيار بيشوى مثل الانبا كيرلس اسقف نجع حمادى والانبا تكلا اسقف دشنا والانبا بيمن اسقف قوص لسقف قوص و تهدف بشكل اساسى لعرقله وصول سكرتير المجمع المقدس للمنصب البابوى .. و قد اصدرت فى الفتره الاخيره مجموعة من المنشورات التى استهدفت البابا والانبا بيشوى بشكل مباشر !

وجاءت مشاركته فى مؤتمر الاصلاح الكنسى فى نوفمبر من العام الماضى لتؤكد على حرصه على النهوض باحوال الكنيسه ، والذى تم طرح العديد من القضايا الهامة فيه مثل المشاركه والمواطنه والدور المنوط به المجلس الملى فى ادارة شئون الكنيسه و ضرورة تقنين المحاكمات الكنسيه .. الخ
وهو جبهة الوصل الحقيقيه بين كمال زاخر – منسق جبهة الاصلاح الكنسى – وجبهة اساقفة الصعيد .

و ليس ذلك فحسب بل قام بارسال عدد ضحم من اهالى سمالوط للتنديد بإحاله الانبا كيرلس للمحاكمة لتأييد موقفه وهو ما اضطر البابا امامه لتأجيل محاكمته !

ويبقى ان تعلموا ان الايام القادمة من المرجح ان تشهد وقائع محاكمة الانبا بفنوتيوس بسبب الكتاب فضلا عن محاكمه الانبا كيرلس اسقف نجع حمادى ليصل اشتعال الاحداث فى الكنيسه الارثوذكسيه إلى الذروة !








No comments: