Tuesday, May 8, 2007

فين ايام ما كانت الجمعه قلعه الثورات الطلابيه

وما الجامعة إلا سجن كبير يا ولدى .
الحصار الامنى خلى الطلبة مرعوبين من مجرد الحديث فى السياسة وليس انتقاد الرئيس !!

أمن دوله


إذا كانت الام مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً " ميه ميه" طيب الاعراق زى عمنا حافظ إبراهيم ما قال .. فتبقى الجامعة مؤسسة أمنية تظن الحكومة أنها إذا أحكمت السيطرة عليها فقد فازت بأحدى الحسنتين أما رضا الرئيس أو لعنات الطلاب عليهم !
وإذا ساقك حظك العسر للمرور أمام أى جامعة من جامعات مصرنا المحروسة فستتأكد من صدق ما أقول من تواجد أمنى مكثف دون أى داع " منطقى على الاقل" وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن الجامعة اصبحت مؤسسة أمنية من الدرجة الاولى يجب حمايتها من أى عبث و هم يعنون به هنا المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية خصوصاً من طلاب التيار الاسلامى " الاخوان يعنى " وهذا الامر بدا مستمرا منذ بداية الانتخابات الطلابية وحتى الان !

وفى الحقيقة فإننا منذ كنا طلاباً فى الجامعة اعتدنا على هذا الامر لدرجة أننا كنا نسلم على افراد الامن المركزى فى دخولنا الجامعة وفى الخروج وكدنا "نعزمهم" على حضور المحاضرات معنا " يمكن الاخوان الوحشين يعملوا مظاهرة ولا حاجة " ولكن هذه ليست المشكلة ولكن المشكلة فيما خلفه هذا الحصار الامنى فى نفوس الطلاب من فوبيا انتقاد الحكومة والرئيس وحتى مجرد الحديث فى السياسة تحت شعار أهل الحزب الوطنى أدرى بشعابها " السياسة يعنى " وليس أدل من ذلك أن معظم الطلاب الذى قابلتهم " الدستور " فى جولتها بالجامعات خافوا من مجرد الحديث إلا بعد تأكدهم من عدم ذكر اسمهم ، و سالت أحدهم وهو فى الفرقة الرابعة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية " فرد بكل بلاهة أنتا بتهرج ياعم انا على وش التخرج وعاوز ألاقى شغل .. عاوزنى أقول رايى عشان يبقى آخر رأى اقوله فى حياتى ... أحنا لازم نمشى جوه الحيط عشان الحكومة تسبنا فى حالنا نحن نرى حملات الاعتقالات بأم أعيننا كل يوم من قوات الامن الغادرة التى تتدعى انها تحمينا رغم انها تحاول ستر سوءة النظام بعد سقوط ورقة التوت الاخيرة التى كانت تستره !
وتابع : لقد أدت تزايد القبضة الامنية على الجامعة إلى الخوف من مجرد الحديث مع الغرباء فى أى شئ فما يدرينا لعل هذا الشخص يكون من المباحث ويجمع عنى معلومات دون أن ادرى .

لهذه الدرجة المخيفة صار الطلاب يخشون النظام ولهذا الحد تحولوا لمجموعة من " التابعين " يمكن ان يقودهم النظام كيفما يشاء .. للاسف إنها الحقيقة والتى أكدتها احد طالبات الفرقة الثانية بكلية الاداب والتى قالت أنا انزل من بيتى فى طريقى للجامعة فى سعادة وبمجرد أن تطء قدمى باب الجماعة استيقظ من هذا الحلم الجميل على صورة عربات الامن المركزى التى يرعبنى مجرد رؤيتها وأشعر انها تهديد " بصورة غير مباشرة لى ولغيرى " بعدم الانخراط فى أى عمل جماهيرى بعيداً عن الرسمية .

وشاركها القول احد طلاب كلية دار العلوم بتعبيره " للاسف تظن حكومتنا المصونة أن الديقراطية لا تتحقق إلا بالديكتاتورية رغم أننا نذوق مرار الديكتاتورية منذ 25 عاماً دون ان نشعر بحلاوة الديموقراطية " بل نشعر بمهانة لا حدود لها بعد انتهاك الامن للحرم الجامعى بهذا الصورة .

واستطرد : الحالة الامنية الرهينة التى فرضها النظام على الطلاب هى الدافع الاول للهروب للاتحادات البديلة أو الموازية حتى يشعروا أنهم أصحاب الكلمة الاولى وليس الرئيس أو الحكومة .

ياسمين وجدى الطالبة بالفرقة الثالثة اعلام القاهرة كانت الوحيدة التى لم تخف من التصريح باسمها قبل الحديث قائلة أن الحصار الامنى الفارغ الذى يحيط بالجامعة يعبر أقصى بافضل صورة عن الحالة الرثة التى وصل لها النظام فى التعامل مع المواطنين على اساس مبدأ " ان الحكومة تظهر للطلبة العين الحمرا " ! مع أنه هذا المظهر لايليق أصلا ويؤول لاخراج طالب مقهور يشعر بالخوف يحيطه من كل جانب مما يدفعه إلى حالة الحذر المستمرة وكأن الطلاب مسجونين فى سجن كبير يسمى الجامعة !

وتعجبت ياسمين من تحول دور الجامعة الترفيهى والتعليمى والتربوى وتكوين الكيان المستقل للطالب إلى دور التبعية السخيفة للنظام حتى ان الفتاة " أى فتاة " تخشى على نفسها الاشتراك فى أية مظاهرة خشية التحرش بها فمتى تتحرر الجامعة لنعلنها جامعة حرة مستقلة !

ومن جانبه يحلل الدكتور أحمد عبد الله خبير الطب النفسى هذا الامر بقوله إن التواجد الامنى المكثف الذى يحيط بالجامعة يبعث الشعور الطالب أنه ذاهب إلى ثكنة عسكرية أو قسم شرطة وليس إلى الجامعة التى يفترض أنها مكان مدنى أصلا ! ، وهو ما يمكن تفسيره بخروج الجامعة عن مسارها الطبيعى لتقوم بدور التعليم الرخيص للامن وهو ما ادى فعلا لانهيارها على كآفة المستويات لانها فرغت من مضمونها . وهو ما يلقى بظلاله على الطلاب انفسهم عملاً بالمثل الشعبى "أضرب المربوط يخاف السايب" وبكلمة اخرى هو ما يمكن تفسيره بالارتباط الشرطى بين الانخراط فى أى نشاط والتنكيل بك ولك ان تختار التهمة التى تناسبك بدءأ من تكدير الامن العام حتى الانتامء لجماعة محظورة !

وأكد الدكتور أحمد أنه يمكن فى هذا الصدد تفسير هجرة الشباب للخارج بحثاً عن المجهول بعد ان انهارده كل طموحاته وآماله فى وطن يحيا فيه فالعبرة ليست فى الهرب من شبح البطالة فحسب ولكن الهروب من القمع والاستبداد والتى قدر له فيها ان يعيش مثل " الخراف " وليس أدل من ذلك على الاستمارة التى يملئها المتقدمين للعسكرية بعد تخرجهم بتعدهم أنهم لم ينضموا لأى حزب سياسى او جماعة دينية ولم يمارسوا أى نشاط محظور " لا نعرف ماذا يقصدون به ؟!" وتسمى استمارة الامن وهى تضمن ان المتقدم أن يدخل الجيش لا انتماء لبلاده ولا حب لها لأنهم ينساق تبعاً لغريزة القطيع " يأكل ويشرب وينام ويتروج " وبس !!

وأشار الخبير النفسى أن هذا الامر يعكس خوف النظام من الطلاب فيحاول أن يجعلعهم يخشونه لأن يعلم حقيقة رصيده الشعبى داخل الجامعة وخارجها فهم لاينظرون للمظاهرات او المسيرات على أساس انها دليل على حرية الرأى والتعبير وأنما يتعاملون معها بكلمة واحدة وهى " انها قلق" للرئيس طبعا ً ويجب ام يتم منع هذا القلق باى صورة ضرب او سحل او تحرش ... و هم يستخدمون فى هذا العصا الجماد التى لاتعى عشان الريس مش بيحب القلق .. بيحب الاستقرار عشان يعرف يعبر بنا للمستقبل !

واختتم حديثة بقوله : أن مايفعله النظام سوى يجنيه قريبا من خروج جيل تاءه مغيب عن الواقع لا يعرف حقوقه أصلا حتى يطالب بها فبغض النظر عن المستوى الاكاديمى المتواضع لاى خريج فى الجامعة فالادهى هو أنعدام الجانب الانسانى فى هذا الجيل وهو ما يمكن أن يكون اداة طيعة فى صالح الايد الخبية التى تسعى للفساد سواء من الداخل او الخارج !!

No comments: