Thursday, May 3, 2007

بباوى يحرج البابا

بعد اعتزام بباوى اللجوء للكنائس الشرقية للحصول على صك البراءة
هل فقد البابا شنودة سيطرته على الكنيسة الارثوذكسية


الاسطوره

اثار اعلان الدكتور جورج حبيب بباوي عميد معهد الدراسات اللاهوتية بولاية إنديانا الأمريكية، وأستاذ اللاهوت السابق بالكلية الإكليركية الأرثوذكسية عن اتصالات موسعة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وعلى رأسها كنائس الروم والسورية والسريان ، لاستصدار بيان منها يؤكد عدم خروجه عن العقيدة الأرثوذكسية .. كما اتهمه المجمع المقدس حين أخد قرار بعزله ، ردود فعل كنسية واسعة بين مؤيد له من جهة انه الحل الوحيد الذى تركته الكنيسة أمام بباوى و بين معارض بدعوى انه قد يفتح الباب امام كل شخص للوقوف امام البابا و الاستقواء بالخارج .

نبيل منير حبيب محامى بباوى أكد أن موكله لا يدخر وسعاً للاعتراض على القرار المجحف – على حد تعبيره – سواء على المستوى الداخلى إذ قام برفع دعوى قضائية أمام مجلس الدولة حملت رقم 16269 لسنة 61 قضائية ، و على المستوى الخارجى يسعى عميد معهد الدراسات اللاهوتية للحصول على شهادة تؤكد أن آراءه التي يعتنقها لا تتعارض مع مبادئ العقيدة كما ادعى المجمع المقدس للتدليل على ان سبب العزل جاء لدواعى شخصية واختلافات فكرية مع البابا شنوده وليس لاختلافات " لاهوتية " كما يردد اعضاء المجمع المقدس .



و اضاف : كل الكنائس الشرقية على استعداد لمؤازرة بباوى إذا ما طلب منها تأييده – على الرغم من أنها لم تصدر ولو بيان يوحد ربنا يؤكد ذلك لان القواعد التى يجب توافرها لعقد مجمع مسكونى غير متوافرة اصلا ! – و هو حاول محامى بباوى ان يتفاده بقوله يمكن للكنائس الشرقية الاجتماع على ارضية مجلس كنائس الشرق الاوسط .. و قد طلب بباوى تشكيل لجنة من لاهويتيين لبحث افكاره و مناقشتها فيها و وافقوا على هذا الامر وهم بصدد تشكيل تلك اللجنة ... و أيا ما كان الامر فنحن نثق فى القائمون على تلك الكنائس و تفتح عقلياتهم لمناقشة بباوى فى افكاره و من ثم الحكم بضرورة رجوعه للطائفه الارثوذكسية !

وذكرت مصادر مطلعة أنه حال نجاح اتصالات بباوى بالكنائس الأرثوذكسية وحصوله عى شهادات تؤيد افكاره فسوف يعنى هذا الامر وقوع أزمات لاهوتية بين هذه الكنائس الأرثوذكسية والكنيسة القبطية لم تحدث من قبل وربما تؤثر على وحدة ابناء الطائفة كلها !
والحقيقة أن ازمة التفكير المتبادلة بين البابا و بباوى ليست شيئاً جديداً على المسيحية في العالم، فلقد شهدت القرون الوسطى محاكم التفتيش الكنسي التي عاقبت وحرقت وقتلت بلا هوادة كل من يخالف الرأي الرسمي للكنائس، ليس في القضايا اللاهوتية فقط، بل في القضايا العلمية أيضاً.
و تيار التكفير ليس جديداً علي الكنيسة المصرية فتيار الأب دانيال الذي يعمل في كنيسة المنيا مثلا يعد تيار تكفيري من الدرجة الاولى لانه يتميز بالحساسية الشديدة تجاه كل من لا يتفق معه و تعريفه للمؤمن يقضى بخروج كل التيارات الفكرية المسيحية من دائرة الإيمان ، ولا يبقي في هذه الدائرة إلا التيار الذي يمثله".

و من جهة أخرى كشف ممدوح نخلة محامى البابا و مدير مركز الكلمة لحقوق الانسان عن مفاجأة من العيار الثقيل بقوله : حتى لو أعطت الكنائس الشرقية صك البراءة للمدعو بباوى او اصدرت بيان تؤيد ما ذهب إليه فلن يؤثر ذلك مطلقاً على قرار المجمع المقدس بـ" فرز " بباوى لان اللجوء لكنيسة اخرى غير الكنيسة المصرية غير قانونى وضد قوانين الرسل الدستورية الملزمة لكل الكنائس !

وتابع نخلة : الحكم الذى اصدره المجمع المقدس لا رجعة فيه حتى لو اتفقت كل الكنائس الارثوذكسية على عكس ذلك فهم لا يملكون اجبارنا على أى شئ على العدول على قرار فرز بباوى !

و حتى مجلس الدولة لو اصدر بدل القرار عشرة عشان بباوى يرجع لحظيرة الارثوذكسية فلن ننفذه لان الكنيسة اصدرت قراراً دينياً وليس مدنياً أو اداريا و كده كده لن يحكم له مجلس الدولة لعدم الاختصاص لان القرار دينى ولا يجوز الطعن عليه .. و على العموم بباوى لسه بطاقته فيها ديانته انها قبطية ولكنه لم يعد ارثوذكسيا .. يقلب بقى يبقى انجيلى او كاثوليكى براحته !

واوضح مدير مركز الكلمة : لا يمكن للقضاء الادارى اجبار الكنيسة على تنفيذ قرار ما باعتبارها مؤسسة عامة الا فيما يخص الشئون الادارية التى تتعلق بمنشآت الكنيسة أو موظيفها أما القرارات الدينية من الشلح والتجريد .. ألخ ،فالكنيسة هى صاحبة الكلمة الاولى و الاخيرة فيها .

ومن جانبه يرى المفكر القبطى جمال أسعد أن قضية بباوى فتحت الباب على مصراعيه للتساؤل حول ماهية تعاليم الاباء ومن يمتلك الحقيقة المطلقة هل تلاميذ الاب متى المسكين امثال بباوى أم رجال الالكيروس و البابا وأيا ما كان منهم الصواب .. فالمطلوب هو المكاشفة من الجانبين حتى تتضح الصورة للجميع و يعرف الشعب المسيحى من يلتزم منهم بتعاليم الاباء .

و فيما يتعلق بلجوء بباوى للكنائس الشرقية يرى أسعد أنها خطوة جديدة على الكنيسة المصرية و تحسب له تاريخياً لانه حال اتفاق الكنائس الارثوذكسية على صحة ما ذهب إليه بباوى و ثبت أن بباوى لم يخالف العقيدة الارثوذكسية فالنتيجة ستكون كارثة تقضى بعزل البابا شنوده اصلا من موقعه و رد اعتبار بباوى و تأكيد صحة كلامه .

و استطرد : انا اثق تماما فى حكم الكنائس الشرقية و مدى عمق رؤيتها واستبعد ان تلعب علاقاتها مع البابا شنوده دورا فى قراراتها لان التاريخ لن يرحم لها تلك السقطه لان هذا النوع من القضايا لا تسقط بالتقادم وهى النهاية نحن نريد حياداً وعدم انحياز لاى جانب على حساب الاخر .


No comments: