Thursday, May 3, 2007

الانبا كيرلس ... باى باى



رغم التأكيدات على محاكمته.. نفى علمه بالامر من الاساس !
توقعات بعزل الانبا كيرلس لقيادته جبهة المعارضين لتزايد نفوذ الأنبا بيشوي فى الكنيسه الارثوذكسيه !


الاسطوره

لم يكن تدخل اللحظات الاخيره للبابا شنوده فى أزمة محاكمة الانبا كيرلس اسقف نجع حمادى بضروة عودته إلى ابراشيته مره اخرى دون محاكمة بعد المظاهرات الحاشده التى استمرت لما يربو على سته ساعات .. حلا للازمة وانما كان بدايتها الحقيقيه حيث ان البابا وجد نفسه قد يفقد السيطره على المتظاهرين امام الكاتدرائية وقتها لو حكم بعزله ومن ثم فقرر ارجاء الامر حتى اشعار اخر .

و فى الوقت ذاته بدأ مخلب القط للبابا الانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس باعداد العدة لاحكام الخناق على الانبا كيرلس ومن وقتها بدأت حرباً شعوباً بينهما لم نسمع لها صوتاً وانما فوجئنا بنتائجها والتى تمثلت فى تحديد ميعاد محاكمة الانبا كيرلس اليوم .. و بتتبع اسباب تلك النتيجة فسنجد ان الانبا بيشوى لم يدخر وسعا لتجميع اكبر عدد ممكن من الاتهامات يضمن بها التخلص من كيرلس عندما تتم محاكمته ولعل اللقاء السرى الذى عقده بيشوى مع الانبا بيمن اسقف قوص و الانبا باخوميوس مطران البحيرة منذ حوالى اسبوعان والتى اسماها بجلسه " استماع " مغلقة كانت الشراره التى ايقظت الانبا كيرلس نفسه فبدأ فى اللعب مع الانبا بيشوى بطريقه " عدو عدوى صديقى " فقرب منه الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط الذي سبق حشد العشرات من الأقباط لتأييد الأنبا كيرلس في مواجهة الأنبا بيشوي في ظل خلافاته مع الأخير منذ عشرين سنة وكذلك الأنبا تكلا أسقف دشنا الذي تم استبعاده منذ خمس سنوات ومحبوس الان فى دير الانبا بيشوى بوادى النطرون ، فضلا عن تكثيف اتصالاته مع القساوسة المعارضين للأنبا بيشوي لجذبهم إلى صفوفها وبواسطتهم شكل جبهة قويه فى ظاهرها تقاوم المحاكمات الكنسية و هدفها الاصلى مواجهة تزايد نفوذ الأنبا بيشوي داخل الكنيسة و عرقلة صعوده المحتمل إلى المقعد البابوي خلفًا للبابا الحالي بأى طريقة من الطرق .

و ذلك حتى يضمن كيرلس انه لن يكون فى المواجهة بمفرده حتى لايستطيع الانبا بيشوى أو حتى البابا نفسه الاستفراد به !

الانبا بيشوى لم يقف هو الاخر مكتوف الايدى جراء ذلك ولان الوقت لم يحن بعد للدخول فى معارك مباشره فبدأ فى التفكير فى تقويض شعبيته من داخل ابراشيته ليفقده اهم نقط قوته وهى الشعبيه الجارفه التى يتميز بها دون ان يكون فى الصوره ! ، و عليه بالامر المباشر انشق 6 من قساوسة ابراشية نجع حمادي اثر رفضهم التوقيع علي وثيقة الكهنة المؤيدة لبقاء اسقف نجع حمادي علي كرسيه بدعوى وجود بين الاسقف والقساوسة الستة.

وذلك على عكس باقى الـ 43 قسا من كهنة الابراشية الذين وقعوا على وثيقة تعلن تأييدهم وتمسكهم باسقف نجع حمادي نظرا لانجازاته فى الابراشيه ودوره الرعوي مع الفقراء والايتام وتم ارسال الوثيقة للبابا شنودة.

وحتى يظل الانبا بيشوى خارج الكادر رفض ستة كهنة يتزعمهم القمص باخوميوس الذى سبق واجتمع سريا مع بيشوى التوقيع علي الوثيقة مبدين اعتراضهم علي الاداء الاداري لاسقف نجع حمادي في ادارة شئون الابراشية ومطالبين بمضاعفة رواتبهم !

وفى اتصال هاتفى معه قال الانبا كيرلس لـ" الاسطوره " موقف القساوسه السته لم يكن انشقاقاً بالصورة اللى هى يعنى " و هما مازالوا يخدمون فى كنائسهم حتى هذه اللحظه .. و مشاكلهم ستحل عن قريب .

وبشأن توقعاته لما ستسفر عنه نتيجة محاكته فجر اسقف نجع حمادى مفاجأة بقوله : انا لا اعرف أصلا انى سأحاكم ولم اتلق اى اخطار من الكاتدرائيه بخصوص هذا الامر ! ، و انا معرفش هايحكموا علي بايه اصلا .

مصادر مطلعة أوضحت ان مشكله القساوسه السته مع الانبا كيرلس مجرد ازمة صغيره مصطنعة كان الغرض منها استخدامها ممارسه الضغط على كيرلس ليكون ذلك رسالة شديده اللهجة لبقيه اساقفة الكنيسة الارثوذكسيه من اعضاء المجمع المقدس بعدم التدخل فيما يخص الاعداد لخطط معينه لتصعيد بعض اعضاء المجمع على حساب الاخرين .

وقال نبيل عبد الفتاح الخبير بمركز الاهرام الاستراتيجى ورئيس تحرير تقرير الحالة الدينيه فى مصر تسعى الكنيسه الارثوذكسية إلى تسيير خطاباتها بحسب الرؤى المحافظه جدا فى اداره شئونها لقتل روح المناقشه او الاعتراض على سياستها ، مستعينه فى الوقت ذاته باطار السريه الذى تفرضه على كل نشاطاتها رغم اننا نعيش وقتا لايمكن فيه اخفاء ايه معلومات .

و الحقيقة التى لا فكاك منها ان الخط المحافظ فى الكنيسه لم يعد قادراً على ضبط الايقاع فى الكنيسه نظرا لانه الكنيسه تدير شئونها بعقليه قديمه جدا والتى تترجم فى القرارات ذات الطابع السلطوى دون ادارة اى حوار ناجح مع كل الاطراف واحتمال قبول الرأى والرأى الاخر . ومحاولة التعرف على طبيعة المشكلات الجديدة التى تواجه الكنيسه باختلاف مواقعها خصوصا وان محافظات الوجه القبلى خصوصاً تتسم ببعض المشكلات الاقتصاديه و الاجتماعية لضعف مشروعات التنميه هناك بعكس المدن الكبرى .

وأكد المفكر القبطى جمال اسعد ان ما يحدث الان هو تصفيه حسابات لان الازمة الراهنه لها جذور شائكه ترجع لاكثر من عامين عندما تم توجيه اتهامات اخلاقيه للانبا بيشوى " وان لم تكن موثقة " و تواكب مع ذلك انضمام الانبا كيرلس للحزب الوطنى انذاك و لم يتخذ المجمع وقتها اى موقف عكس ما حدث عندما انضم القس فيلوباتير جميل كاهن كنيسة السيدة العذراء بمنشية البكاري لحزب العذ اذ فوجئنا بتقديم شكاوى ضده مما جعل المجمع يستدعيه للحضور للتحقيق معه .

ولفت اسعد النظر إلى ان الحزب الوطنى هو من قاد التظاهرات التى كانت فى القاهرة الشهر الماضى بقيادة اعضاء مجلس الشعب من قنا و نجع حمادى مما مثل ضغوطا على البابا وقتها فاعاده لنجع حمادى !

وقد صرح البابا نفسه اكثر من مره بالالحاح على ضروة محاكمة كيرلس بالرغم من اعلان المبايعات للبابا اثر عودة كيرلس لنجع حمادى ولكن يبدو ان الامر على درجة كبيره من الخطوره بما يعضد فرصه الثار للانبا بيشوى من كيرلس وعزله مثلما حدث مع الانبا " متياس " أسقف و الانبا " أمونيوس " أسقف الاقصر .. ولكن هل حسبت الكنيسه حساب رد فعل اهل نجع حمادى فى هذه الحالة !

No comments: