Tuesday, May 8, 2007

هيا بنا نعيش مع امهات المؤمنين .. ساعه

لقطات من حياة أم المؤمنين ( السيدة سودة بنت زمعه) رضى الله عنها


الاسطوره *


بعد موت السيدة خديجة لم يكن فى بيت النبى صلى الله عليه وسلم إلا السيدة أم كلثوم والسيدة فاطمة. وكانت السيدة خولة بنت حكيم تتردد على ابنتى النبى بعد وفاة أمهما فرأت النبى (ص) فى حزن شديد على السيدة خديجة فتوجهت اليه وقالت له يارسول الله ألا تتزوج؟ فصمت طويلاً ثم فاضت عيناه بالدموع ثم قال وهل بعد خديجة أحد؟ فقالت له ومن للبيت والعيال يا رسول الله ؟ فقال لها النبى(ص) : فمن؟ قالت: إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً فقال النبى (ص): من البكر ومن الثيب؟ فقالت السيدة خولة: أما البكر فعائشة بنت أحب الناس إليك وأما الثيب فسودة بنت زمعة بن قيس توفى زوجها السكران بن عمرو وليس لها أحد من أهل فقال لها النبى: (ص) إبدئى بسودة فإذهبى وحدثيهم واذكرينى عندهم أنى اريد أن أتقدم لهم.
وتعد السيدة سودة من أوائل من أسلموا مع زوجها و تلتقى مع النبى صلى الله عليه وسلم فى الجد السابع عند جدها لؤى وهى مكية قرشية لم يكن أبوها على الإسلام وزوج السيدة سودة وهو ابن عمها في الوقت نفسه كان من الصحابه الذين دخلوا الإسلام منذ البدايه وقد تعرضا للإضطهاد معاً وحين أذن فى الهجرة الى الحبشة. ذهبت مع زوجها إلى هناك وخلال وجودها بالحبشة حدثت إشاعة مفادها أن النبى صلي الله عليه وسلم إنتصر وأن مكه كلها قد أسلمت فانقسم المهاجرون إلى قسمين قسم قرر العودة وقسم تمسك بالبقاء في المهجر وقد اختار السكران ابن عمرو وزوجته السيدة سودة العودة وخلال رحلة العودة توفى السكران ابن عمرو .
وحيث أن سودة كانت متقدمة في السن وأهلها لم يدخلوا الإسلام فقد أصبحت وحيدة فهل ترجع الي أهلها الكفار أم أين تذهب في هذه السن؟ وتزوجها النبى (ص) لمواساتها على فقد زوجها بعد هذا العمر فكانت تلك الزيجة رحمة وعزاء منه وهو لم يشأ أن يزوجها بأحد من الصحابة وقرر أن يضحى هو ويتزوجها رغم أن خولة بنت حكيم رشحت له في البدايه عائشة بنت أبى بكر الصديق الفتاة الصغيرة الجميلة بنت أحب الناس الى قلبه لكنه قال لها : إبدئى بسودة، وقد تزوجها النبى صلى الله عليه وسلم وظل معها وحدها مدة عامين قبل أن يتزوج السيدة عائشه.
وأما عن صفاتها وفضائلها فقد كانت السيدة سودة إنسانة مرحة وطيبة القلب دائما تحاول إدخال البهجه علي قلب النبى فكان أن النبى (ص) نهض ليصلي قيام الليل فطلبت منه أن تصلي معه وبعد انتهاء الصلاة قالت له: يارسول الله صليت خلفك فركعت ركوعاً حتى خفت أن يسقط الدم من أنفى فكنت أصلى معك ويدى علي أنفي فهل تجوز الصلاة وأنا ممسكه بأنفي؟ فضحك النبى (ص) فقالت له: يارسول الله أصلى معك بعد ذلك ولكن خفف في الركوع والسجود حتى لاأمسك بأنفى!!
وللسيدة سودة بنت زمعه فضل علي المسلمين خاصة الحجاج فقد شاركت النبي (ص)
حجة الوداع وبحسب السنة فإن الحاج ينزل من عرفات ويتوجه الى المزدلفة فيبقى الى صلاة الفجر ثم يتحرك للرجم لكن السيدة سودة كانت متعبه من الزحام والمجهود الذى بذلته فقالت للرسول صلى الله عليه وسلم لا أطيق البقاء الى الفجر فرخص لها النبى صلى الله عليه وسلم لترجم قبل الفجر وهذه الرخصة يستخدمها المسلمون الي اليوم طمعاً فى الراحة رغم عدم وجود عذر يستدعي ذلك!!!
وهناك قصة يجدر بنا أن نشير إليها وهى أنه فى السنة الخامسة للهجرة نزلت آية في القرآن تنص على أن الله سبحانه وتعالى يخير زوجات النبى بين البقاء مع النبى أو يسرحهن ويطلقهن. والسبب فى نزولها أن زوجات النبى كن يتحملن الحياة المتقشفة التي يعيشها النبى في بيته فلما جاءت غزوة خيبر وحدثت الفتوحات وكثرت الغنائم وكان للنبى خمسها فطالبنه بزيادة النفقة وحيث أن النبى كان يريد تعليم المسلمين نظاما من الإنفاق العاقل وعليه أن يكون قدوة للأمة .فكانت السيدة سودة هي الوحيدة التى سارعت الي النبى صلى الله عليه وسلم وقالت أنها لاتريد شيئاً "وقالت له : يا رسول الله لاتطلقنى فإني أرجو أن أكون زوجتك في الآخرة وانى أهب يومى لعائشه" حتى ليلتها تتنازل عنها لعائشه.
وكان النبى العادل (صلى الله عليه وسلم ) قد خصص لكل زوجة يوماً يقضى معها القيولة ويتناول معها الغداء ويتعشى معها ويبيت الليلة عندها ويصلى قيام الليل ثم يصلى الفجر ويعود إليها واليوم التالى يذهب إلى غيرها بعدل شديد , وحين طلبت السيدة سودة ذلك ظنت أن الآية موجهة إليها لأن بقية الزوجات أصغر وأجمل فتنازلت عن ليلتها لأحب زوجة إلي قلب الرسول صلي الله عليه وسلم وأهدتها لعائشة. فقال لها النبي (ص) عندما سمع منها ذلك القول: ولم ذلك؟ فقالت يا رسول الله إنى أحب أن أجعل ليلتي لعائشه. فقال لها: أتحبين ذلك؟ قالت نعم يا رسول الله أحب ذلك ويرضينى ذلك. فقال لها النبي لك ما شئت. وكانت السيدة عائشه تقول والله ما من إمرأة أحب الي من سودة وذلك لسببين : أولاً لأنها تنازلت لها عن ليلتها مع النبي. وثانيا"... لأن النبي (ص) عندما تزوج السيدة عائشه, كانت بنتا صغيرة والسيدة سودة كانت الزوجة الوحيدة للنبى قبل السيدة عائشه فكانت السيدة سودة بمثابة الأم للسيدة عائشه تعلمها أصول الحياة الزوجية وتأخذ بيدها وتفهمها كل شئ فكانت السيدة عائشه تحمل لها مشاعر البنت لأمها ومشاعر الحب الشديد ...وقد عاشت السيدة سودة بعد موت النبي وروت عنه خمسة أحاديث فقط وماتت في زمن عمربن الخطاب ودفنت في البقيع .

* مستوحاه من دروس الاستاذ عمرو خالد

No comments: