Tuesday, June 26, 2007

الدكتور حلمى قاعود يرد على مفتى السلطان داعى السفور




فضيلة المفتي .. وتحريم الختان!!

ـ د. حلمى محمد القاعود


يبدو- والله أعلم – أن فضيلة المفتي صار كنزا ثمينا يتداوله القائمون على أمر تشويه الإسلام واستئصاله ، من خلال استغلال طيبة قلبه ، وسلامة نيته ؛ في إصدار الفتاوى التي تجعله رجلا " تقدميا مستنيرا " ، يختلف عن أولئك الجامدين المتحجرين الرجعيين الذين يصرّون على التمسك بالكتاب والسنة والإجماع ، ولا يتطوّرون مع الزمان ، ولا متطلبات " ماما " أميركا ، ولا مؤتمرات الأمم المتحدة ، التي تهتم بقضايا المرأة ، والمثلية الجنسية ، والجنس الآمن وما شابه ، في الوقت الذي لا تعبأ فيه بقتلى المسلمين وشهدائهم في العراق وأفغانستان وفلسطين والسودان وتشاد والشيشان وغيرها ، ولا تذكر – مجرد ذكر – شيئا عن سبعة ملايين لاجئ فلسطيني ، نصفهم من النساء والبنات ، يقتلهن الجوع والفقر والتشرد وأحوال الطبيعة الحارة والباردة وأحوال السياسة العربية التي تغلق في وجوههن الحدود وتقيم السدود وقوات اليونيفيل وغيرها حتى لا يعود اللاجئون؛ رجالا أو نساء إلى بلادهم ومدنهم وقراهم !فضيلة المفتي أصدر لأول مرة في تاريخ الإسلام والمسلمين فتوى تحرم ختان الإناث على الهواء مباشرة ، ومن خلال اتصال هاتفى مع قناة فضائية يملكها رجل قروض ، وحين سألته المذيعة : ما رأيك في ختان البنات ، أجاب الرجل إجابة قاطعة حاسمة ، جامعة مانعة ، وقال بالفم الملآن : حرام!ظلت مذيعة قناة رجل القروض تردد وكأنها في حلقة ذكر مع الدراويش : ختان الإناث حرام .. مرات عديدة طوال البرنامج ، وكأنها تمضغ لبانة شهية لا تستطيع التوقف عن مضغها ..!وانهالت على الفور مكالمات من حرملك سلاطين الدولة ووصيفاته ، تشكر المفتي الشجاع الذي استطاع في جرأة يحسد عليها أن يقطع في مسألة طال الكلام فيها منذ مؤتمرى القاهرة وبكين ، ويقرر في النهاية أنها حرام ، ويجب بمفهوم السياق معاقبة كل من يقوم بهذا الأمر؛ سواء كان ولى أمر أو طبيبا ، أو مستشفى !اتكأ البرنامج الذي أذاعته فضائية رجل القروض على حادثة موت فتاة صغيرة تدعى " بدور " ، قيل إنها كانت تجرى عملية ختان في عيادة أحد الأطباء أو الطبيبات ، وتأثرت الفتاة نتيجة التخدير أو الإهمال فلقيت وجه ربها .. وجاء القوم بأم الفتاة إلى المحطة التلفزيونية ، وجلبوا لها امرأة تتحدث باسم الفتوى (!!) وشابا بإحدى منظمات العمل المدني ، وراحوا جميعا يصبون الهلاك على المعتدين من أهل الإسلام الرجعيّين المتخلّفين – وخاصة بعد أن أسعدهم المفتي بفتواه القاطعة الحاسمة : الختان حرام !!كان فضيلته قبل أيام يعاني الأمرّين من أجهزة الدعاية الرسمية وغير الرسمية ( قنوات رجال القروض وأشباهها!) حين تحدث عن التبرك ببوال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – مما اضطره إلى سحب كتاب من السوق كان يضم فتواه أو حديثه!قبل ذلك كنت قد تحدثت عما سميته " اللهو الخفى !" ؛ حين صدرت بعض الفتاوى الغريبة في وقت بعينه ، ومنها ما يسمى بإرضاع الكبير أو زميل العمل ليحل الاختلاط بين الموظفين ، وقلت إن شياطين الإنس من أعداء الأمة والإسلام ، يستدرجون السذج من المنتسبين إلى علماء الدين الإسلامي ليطلقوا فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ، في وقت يتم فيه استئصال الإسلام بوحشية وإجرام غير مسبوقين ؛ خدمة للعدو النازى اليهودي في فلسطين المحتلة ، وسادته الصليبيين الاستعماريين في أميركا والغرب .. وقلت إن هذه الفتاوى – إن صح تسميتها فتاوى – تأتي للتغطية على التمكين للاستبداد والطغيان ومصادرة الحريات ونهب أموال الأمة بقوانين جائرة ، وتعديلات دستورية شائهة ؛ الهدف منها تكريس حكم طبقة مستبدة مستغلة فاسدة مفسدة ، لا يعنيها أمر الوطن ولا الأمة ؛ فضلا عن الإسلام !وبعيدا عن الجدل الفقهي ؛ أسأل فضيلة المفتى الذي أسعد نساء حرملك سلاطين الدولة ووصيفاته ، في أرجاء البلاد : هل قضية الختان تمثل مشكلة رئيسة في واقعنا الإسلامي اجتماعيا وثقافيا وفكريا ؟ وهل تمثل كارثة ملحة ينبغى التصدي لها ومواجهتها ، حتى لا يتم تدمير الدولة أو تعريضها للمخاطر الجسام ؟ يعلم فضيلة المفتى ، وحرملك سلاطين الدولة ووصيفاته ؛ أن الناس في مصر على امتداد سبعة آلاف سنة ؛ أى قبل مجىء الإسلام بقرون طويلة ؛ يقومون بختان الرجال والنساء ، وكان يقوم به حلاقو الصحة والغجريات ( نساء الغجر اللاتي يدرن في الأرياف وينادين لمعرفة البخت والحظ ، ولا أعلم إن كان فضيلته فلاحا مثلى ، أو من أهل المدن لم يسمع بهن ؟!)، وكل نساء مصر ورجالها جرى لهن الختان ، ولم يمثل مشكلة على مدى الآلاف السبعة من السنين! .. فلماذا الوقوف عند هذه المسألة بالذات في هذه الأيام ؟ خاصة وأن الفقهاء لم يحرّموه من قبل، بل جعله بعضهم مكرمة ، يفعله من يشاء ، ويتركه من يشاء .. بل إن دولا عربية بعينها لا تنفذه ، فلماذا تحرم مباحا يا فضيلة المفتي دون مسوغ اللهم إلا إرضاء الغرب الصليبي ، ونساء الحرملك ووصيفاته في أرجاء البلاد ؟إن تقييد المباح – وليس تحريمه يا فضيلة المفتي !- يأتي في الأمور الخطيرة التي تهدد مصالح البلاد والعباد .. ولا اعتقد أن الختان يمثل معضلة قومية كبري مثل قلة المخزون من القمح مثلا ، اللهم إلا إذا كان خطره ينسحب على تقليل النسل بسبب برودة النساء وعدم ميلهن إلى الحمل والإنجاب ، مما يمكن الأعداء من هزيمتنا ، وهنا يكون الإرشاد والتوجيه بعدم ممارسة الختان لخدمة المصالح العليا وإنجاب الرجال لمواجهة المعتدين .. ثم إن هناك مناطق حارة في أماكن أخرى تختلف عن المناطق الباردة في أوربة ، تجعل الختان ، وفقا لمنهج "اقطعى ولا تجورى " أمرا مستحبا لتخفيف الشهوة وراحة البدن ، والتوازن النفسي .إني أتمنى يا فضيلة المفتى أن تتوجه بالفتوى إلى أمور تمس حياة الناس وواقعهم فعلا ، ولا تهم نساء الصالونات المتفرنجات الكارهات للإسلام وقيمه ومفاهيمه . وسوف أستفتيك بعض الفتاوى ، وأرجو أن تجيب عليها بصراحة ووضوح وعلنا ، مع إعلان أسفى مسبقا لقتل الفتاة " بدور " وآلاف غيرها ؛ رجالا ونساء تهملهم وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة التي تفرض إتاواتها على الفقراء من المرضى فيموتون ويذهبون في صمت :أولا :ما حكم من قتل أكثر من ألف مصري في العبارة السلام 98؟وما حكم الإسلام فيمن ساعده وهرّبه ، وأرسل إليه بعثة تلفزيونية تكلفت الآلاف من عرق المصريين البائسين ، ليبيّض وجهه ويحسّن صورته ، ويجعله بريئا طاهرا عفيفا شريفا ؟ ثانيا : ما حكم من يستورد القمح المسرطن ، ومن يلوث مياه الشرب بالمبيدات ومخلفاتها ، فيصيب الملايين بالفشل الكلوى والكبدي والمعوي؟وتكون النتيجة الطبيعية الموت الزؤام بعد ذل وهوان على أبواب المستشفيات والمستوصفات ومعامل التحليل ؟ثالثا : ما حكم من يسرق حرية الشعب في تقرير مصيره وسياسته ، ومن يزوّر الانتخابات جهارا نهارا ليأتي بأنصاره كي يصنعوا قوانين " مفصلة على قدّهم" تمكنهم من النهب والسرقة بالقانون ؟ رابعا : ما حكم من يحارب الإسلام ويسميه الإظلام ؛ في التعليم والإعلام والثقافة والأوقاف ، ويلقى بآلاف الشبان وراء القضبان ، ولا يفرج عنهم تنفيذا لأحكام القضاء ؟أفتنا – هدانا الله وإياك !drhelmyalqaud@yahoo.com

No comments: