Thursday, June 14, 2007

الحزب الوطنى اتفضخ



وانكشفت قاعدة الحزب

حسين عبد الظاهر – ولاد البلد – عشرينات



هل تتخيل شخصا عاقلا بالغا يقف أمام النافذة، أو فى البلكونة يستحم أمام خلق الله وهو متجرد من ملابسه تماما.. هل رأيت أحدهم

يفعل ذلك دون أن يشعر بوخزة حياء أو أن تنتابه قشعريرة خجل؟!لقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى قاعدة إنسانية يعرفها بنو البشر على اختلاف مذاهبهم ومعتقداتهم فـ "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة.. إذا لم تستحي فافعل ما شئت" .. والحزب الوطني منذ أكثر من ربع قرن، وعلاقاته بالحياء ليست على ما يرام، إلا أنه ازداد تبجحا هذه المرة، من خلال الفعل الفاضح الذي أطلق عليه زورا وبهتانا انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى.
لم يكتف حزبنا الحاكم البالغ الرشيد (يفترض ذلك) بما عودنا عليه من الضرب والاعتقال والقمع والتزوير، إنما زاد هذه المرة بأن تجرد من ملابسه تماما ووقف أمام الشعب عريانا، ومن لا يعجبه يشرب من البحر أو يعض في الأرض!!وقف الحزب عريانا في لقطات الفيديو التي بثتها قناة الجزيرة الفضائية لأحد عناصر الحزب وهو يسود البطاقات الانتخابية من داخل اللجنة والشباك مفتوح على البحري، وقف الرجل يدخل البطاقات الانتخابية واحدة تلو الأخرى داخل الصندوق أمام أمة لا إله إلا الله دون أن يحس على دمه أو يشعر أنه يعمل حاجة حرام أو عيب.وبدا من اللقطات المذاعة أن المصور لم يكن متخفيا أو أنه وجد أية معاناة في التقاط المشهد الفاضح، فلم يكلف عضو الحزب نفسه عناء التزوير داخل اللجنة، أو حتى يقوم بمواربة شيش النافذة .. وقف يمارس فعله الفاضح بكل تبجح أمام الخلق، الأمر الذي ينم عن ثقافة عدم الاستحياء التي بات يتحلى بها الحزب الحاكم.كان الناس فيما أدركوا من انتخابات سابقة، عندما يتم ضبط عملية تزوير، يتم ذلك بصعوبة من خلال كاميرات الموبايلات، وأثناء غلق اللجان وتحت الترابيزات، ويتم فصل التيار الكهربي، مع اتخاذ التدابير اللازمة حتى لا يرى أحد المزور وهو يمارس التزوير.
لا ندرى لماذا يفاجئنا الحزب الحاكم بمثل هذه الأفعال، فالنتيجة محسومة لصالح الحزب قبل أن تبدأ الانتخابات، وبانت لبتها منذ أن تم منع المواطنين من مجرد الترشيح، وتمت عمليات المطاردة والاعتقال والضرب والسحل في الشوارع، و الطعن على صفة بعض المرشحين وتلفيق القضايا وتخدير بعضهم لتفويت فرصة تقديم الأوراق قبل غلق باب الترشيح وغيرها من الحيل والألاعيب.كان الجميع يتوقع أن يتم المنع وتزور الانتخابات، لكن أحدا لم يتوقع أن يتجرد الحزب من ملابسه بكل شفافية ويجهر بها مدوية : لن نسمح لغير مرشحينا بالفوز، ولن نسمح لغير ناخبينا بالتصويت.لم يكن أحد يتوقع أن يكون التزوير هكذا عيني عينك، على مرأى ومسمع من الجميع، نعم لقد كانت النتيجة كما أراد الحزب الحاكم فوز كاسح لجميع مرشحيه تقريبا، واستبعاد نهائي للإخوان المسلمين والمستقلين.. إلا أن نتيجة أخرى أكثر أهمية كشفت عنها تلك الانتخابات، وهى أن الحزب الحاكم عندما تجرد من قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان .. بدت لنا سوأته، وانكشفت القاعدة الحقيقة التي تلتف حوله .. رأينا قاعدة الحزب الشعبية التي طالما تغنوا بها .. رأينا قاعدته الحقيقية بعد أن تعرى أمام الجميع.

No comments: