حتى الميتين الحكومه مش عاوزه تسبهم فى حالهم
في زمن العجائب
الحكومة تقرر إزالة مقابر الشهداء بالسويس
'يا بيوت السويس.. يا بيوت مدينتي.. استشهد تحتك وتعيشي أنت'.. كلما طافت بخاطرنا تلك الأغنية تذكرنا كفاح أهل السويس الذين ضحوا بحياتهم من أجل مصر وكانوا ضحية التهجير في بلاد المحروسة ودفعوا الثمن أرواحهم، ومازالت مقابرهم شاهدة علي الكفاح.لكن لأنك يا مصر فيك من العجائب ما هو أكثر من العجائب فقد قرر المسئولون بمحافظة السويس وبلا تراجع 'إزالة مقابر الشهداء'.. لماذا يا سادة؟! لأنها تشوه المنظر الجمالي للمدينة.
تلك هي الحقيقة المرة، فبدلا من تجميل المقابر وتطويرها أسوة بمقابر الكومنولث والمقابر الكاثوليكية سوف تتم إزالة مقابر شهداء 56 و67 و1973.. لتتفرق عظامهم ورفاتهم في الصحراء.مفارقات غريبة يرويها أهالي شهداء السويس وكفر أحمد عبده بدموعهم بعد صدور قرار المحافظ بوقف الدفن بالمقابر القديمة اعتبارا من 2002/7/1 وأوصت اللجنة بضرورة التنبيه علي مسئولي الدفن بعدم استخدام تلك المقابر واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم طبقا للمادة 5 من القانون 5 لسنة 1996.كان هذا هو القرار الذي اعترض عليه أهالي الشهداء خاصة أن المحافظة لم تحترم حرمة الموتي، وأقامت خيمة رمضانية فوق المقابر، وحديقة تم تحويلها إلي أبراج سكنية - لا فرق، فالأهم هو إزالة المقابر حتي لا تشوه العمارات والأبراج العالية التي اقتربت من المكان، وبالطبع لم يشفع للأهالي عند المحافظة أن هؤلاء الشهداء سطروا ملحمة علي أرض السويس وواجهوا حصارا إسرائيليا امتد 134 يوما ضد العدوان الإسرائيلي.. نسوا أنها مقابر ورفات شهداء السويس الذين خاضوا معارك ضد القوات البريطانية في الخمسينيات وحتي العدوان الثلاثي 1956 (حرب السويس) وبعدها حرب الاستنزاف وأكتوبر، وهي حروب خلفت انتصارات وهزائم.. لا فرق، الأهم أنها جسدت شموخ وبسالة هؤلاء الشهداء.فماذا فعلنا؟ في أي بلد كان الوضع سيكون مختلفا، ربما ندركه لو نظرنا إلي الجهة المقابلة، حيث مقابر الكومنولث التي عندما انهارت »بردورة« منها انقلبت الدنيا رأسا علي عقب لأن المقابر بها رفات شهداء.أما مقابر شهدائنا، فالبيزنس هو المنتصر عليها سواء بقرار وقف الدفن الذي يرفضه أهل السويس.. أو بالوضع القائم والبناء علي جثث الشهداء وهو ما قد يحدث، ففي هذا الزمن إذا لم تستح فافعل ما شئت.الموقف استفز أهل السويس الذين قرروا البدء فورا عن طريق إحدي الجمعيات الخيرية في محاولة تطهير وتطوير مقابر الشهداء لعدم نقلها إلي طريق السويس القاهرة الصحراوي.وهو ما اعترضت عليه لجنة الفقه بالأزهر الشريف لحرمة الفعل.. الجمعية قررت بدء نشاطها للحفاظ علي عظام ورفات أهالي السويس بمقابر السويس القديمة حيث سيتم إعادة تنظيف وتنظيم الطرق الداخلية وتجديد المداخل وخفض منسوب المياه وعمل ما يتناسب مع الشريعة الإسلامية للحفاظ علي الموتي وعظامهم.الجمعية ستبدأ في تنظيم وتنظيف المقابر.. فهل يلغي المحافظ سيف الدين جلال القرار حماية لكرامة شهدائنا.. ومساواة بمقابر الكومنولث؟!.. قرار ربما يعيد إلينا بعضا من الكرامة المهدرة.
-نقلا عن جريده الاسبوع
No comments:
Post a Comment