Tuesday, June 26, 2007

الرد على مفتى البطاطا الذى حرم الختان " دليل عفه المرأه "




مناحة ختان الإناث !

جمال سلطان


أعلنت السيد سوزان مبارك أمس وقوفها دقيقة حدادا على وفاة الطفلة بدور التي ماتت أثناء إجراء عملية ختان ، بفعل منحها مخدرا أعلى من المطلوب ، واعتبرت
حرم الرئيس أن هذه الواقعة تؤكد على ضرورة تحريم هذه العادة ، وكان مفتي الجمهورية قد سارع فور تناقل الأخبار لتلك الواقعة إلى إصدار فتوى بتحريم ختان البنات في مصر واعتباره حراما شرعا ، ليكون أبرز تتويج لنجاح أهم نقاط "الأجندة" التي تتبناها مؤسسات نسائية غربية وذيولها في مصر حول أوضاع المرأة في بلادنا ، وقبل ذلك بوقت قصير انتشرت في وسائل الإعلام المصرية "مناحة" أخرى بالصور والمقالات حول قتل الكلاب الضالة باعتبار ذلك إساءة إلى حقوق الحيوان ، جاء ذلك بعد رسالة وجهتها ممثلة الإغراء الفرنسية السابقة "بريجيت باردو" إلى الرئيس مبارك ، وهي مهتمة بحقوق الكلاب ، واضطر الأمر كبار مسؤولي الداخلية والصحة المسؤولين عن إهلاك الكلاب الضالة لما تمثله من خطورة بالغة على الأطفال بالذات ، اضطرتهم رسالة "ممثلة الإغراء" إلى الإذعان والتبرؤ من الاعتداء على حقوق الكلاب!! ، وأنهم سوف يتوقفون عن قتل الكلاب الضالة حتى يتم البحث في وسيلة أخرى ، وهذه الواقعة كان من تداعياتها أن طالب بعض المواطنين في تعليقاتهم بمساواتهم بالكلاب ، بعد أن وجدوا "الحنو" على الكلاب في مصر أكثر من حقوق المواطنة للبشر ، لا أعرف لماذا جرني الحديث عن الختان إلى الحديث عن حقوق الكلاب ، ولكن الذي استفزني في الموضوع كله ، هو تلك الهيمنة المروعة لضغوط الخارج وتوجيهاته على سياسات الداخل وقراراته ، خاصة في الشؤون البعيدة نسبيا عن السياسة ، حيث تنتفخ الأوداج علانية ، بينما في الغرف المغلقة يتم تمرير كل شيئ ، السيدة سوزان مبارك التي وقفت حدادا على وفاة طفلة في عملية ختان ، لا نشعر بوجودها في أي مسألة مما يتعلق بحقوق المرأة أو الطفل أو الكبار إلا وفق أجندة غريبة صريحة ، أما أي مسألة أخرى لا تندرج وفق أجندة غربية فهي غير مطروحة ، ومسألة الختان معقدة جدا ، لأنها تمس الغالبية الساحقة من المواطنين ، مسلمين ومسيحيين ، وباعتراف إحصاءات الدولة ذاتها ، فإن قرابة 97% في المائة من النساء أجرين عملية ختان ، بما يعني أن التعامل معها إنما يكون بأسلوب علمي وتربوي وديني ونفسي شامل ، ومن خلال لجان مؤتمنة وعلى قدر كبير من النزاهة والشفافية وأبعد عن "الأدلجة" أو الاغتراب ، وبالتالي فعندما تتحدث حرم الرئيس عن إجراءات صارمة لتحريم هذه المسألة ، دون أي اعتبار لمشاعر الغالبية الساحقة من المواطنين أو قناعاتهم ، فقط لمراعات الأجندة الخارجية ، فإنها تكون قد استهترت بشعبها وكرامته ، ثم هل وقع لدى السيدة حرم الرئيس إحصائيات عن آلاف من الفتيات ـ مثلا ـ ماتوا أثناء الختان ، إن الذين ماتوا أثناء إجراء عمليات تجميل عادية أكثر بكثير من الذين ماتوا في عمليات ختان ، فما معنى هذه "المناحة" الكاذبة ، وإعلان الحداد ، ثم ما رأي السيدة سوزان في ختان الذكور أيضا ، وقد ثبت أن هناك عددا من الأطفال قد ماتوا أثناء عملية الختان ، هل ستعلن الحداد وتقرر تحريم ختان الذكور ، أنا لا أحب أن أذكر في هذا السياق ما تناقلته التقارير والبرامج عن بداية انتشار عادة ختان الإناث في أمريكا نفسها ، لأنه لا يليق بي ولا بغيري أن نقع في هذا "الخلل" من طريق آخر ، فتكون مرجعيتنا القيمية والأخلاقية عائدة إلى ما أجازه الغرب أو استحسنه ، ولكني أدعو إلى التوقف عن هذه "المزايدة" غير المسؤولة على حقوق البنات ، وأولى أن نقف حدادا على السيدات والطالبات الذين سحلوهم في ساحات الجامعات وعلى أبواب النقابات وفي أقسام الشرطة وأمام اللجان الانتخابية ، وعلى مفتي الجمهورية أن يكون أكثر حكمة وتحوطا من الاندفاع في "أسر" الظهور بمظهر العصرنة والحداثة ، لأنها مزلة للأقدام ، ومهلكة للمصداقية ، ومضعفة لهيبة الفتوى الشرعية .gamal@almesryoon.com

No comments: