Tuesday, August 28, 2007

كاتب قبطى يهاجم منظمة مسيحى الشرق الاوسط


- إذا كانت هناك ممارسات خاطئة من قبل بعض المتطرفين المسلمين في الإساءة للمسيحيين ، فهل يمكن أن تدخل الإساءات للإسلام في المقابل في إطار حل تلك المشاكل !
- هل لا توجد أية إيجابيات للعلاقة الإسلامية المسيحية على مدار هذا التاريخ الطويل ولماذا يتم الحديث عن السلبيات فقط !


جمال أسعد عبد الملاك " المصريون " *

تناثرت وتكاثرت وتعددت في الآونة الأخيرة المنظمات التي تدعي أنها حقوقية ، وهي في الغالب الأعم تخلط بين الحقوقي والسياسي ، والأهم والأخطر أنها تخلط بين الحقوقي والديني ، وخاصة في مجال ما يسمى بحقوق الأقليات الدينية ، أي بصريح العبارة مشاكل الأقباط أو قل حقوقهم ، أو بحسب تعبير تلك الدكاكين مسألة اضطهاد الأقباط ، لأن المزايدة والمبالغة في ذلك هي نوع من المكسب المادي والمكسب المعنوي ، فماديا من المعروف طريقة تمويل تلك المنظمات ـ أقصد الدكاكين ـ التي لا تحتاج لأكثر من يافطة على حجرة بالإيجار ، ومع ذلك يتم تمويل تلك الحجرات بشكل أصبح علنيا الآن من قبل هؤلاء ، وأيضا من قبل الجهات الممولة لهم ، ليس من باب الشفافية كما يدعون وإنما من منطلق "المظهرة" وإعلان الاحتماء بتلك الجهات الأجنبية .

أما المكسب المعنوي فيتم من خلال المبالغة والمزايدة بين تلك الدكاكين ـ سواء أكانت منظمات أم أفرادا ـ فيما يسمى باضطهاد الأقباط ، وذلك للعب على مشاعر الأقباط الدينية والعاطفية لكسب تعاطفهم مع مبالغاتهم تلك ، وهو ما يضيف إليهم رصيدا ماديا من جانب ، والأهم أنه يهييء المناخ العام القبطي لطروحات سياسية وأجندات خارجية من خلال دغدغة المشاعر على أرضية تلك المشاكل أو هذه الاضطهادات المزعومة .

وكما هو معروف ، فإن تلك الدكاكين بدأت نشاطها بعد حركة بعض أقباط المهجر ، والتي بدأت مزاعمها بأنها تعمل على حل مشاكل الأقباط ، ثم توالى المد المهجري إلى داخل مصر من خلال بعض الأشخاص الذين لا يعنيهم أي شيء في سبيل الحصول على المال أو الجنسية الأمريكية له ولأولاده .

واستهوى هذا الموضوع كثيرا من الشخصيات خارجيا وداخليا ، فخارجيا وجد هؤلاء الفرصة لأن يعالجوا أمراضهم المتمثلة في فقدان الثقة في الذات ـ والتي نتجت عن تقوقعهم وسلبيتهم قبل الهجرة ـ بأن يجدوا عملا يدعونه ، وأن يحصلوا على زعامة يبتغونها ، وداخليا أيضا قرر بعض المحامين الذين يسعون وراء الشهرة والظهور على سطح الأحداث أو بعض المفصولين من سلك القضاء لأسباب مخجلة التأسي بنهج محام قبطي شهير في بيع الوطن من أجل المال والجنسية .

أما الجديد فهو تلك المنظمة التي تم تأسيسها في كندا وأرادت أن تفتح لها فرعا في القاهرة باسم "منظمة مسيحيو الشرق الأوسط" ، وبالإجمال فإن تلك المنظمات وهؤلاء الأشخاص يدعون أنهم يناضلون من أجل حل مشاكل الأقباط ، وهنا ينبغي أن نقول إن هناك بالفعل بعض المشاكل على أرض الواقع ، وأنها ولدت من خلال تراكم التاريخ ونتيجة لفهم الأديان فهما خاطئا والمتاجرة بالأديان ، وفوق كل ذلك لأن الحكومة ـ أي حكومة ـ لم تجد لديها المقدرة السياسية على مواجهة تلك المشاكل المتراكمة فآثرت ترحيل كل المشاكل ، وبسبب كل هذا ـ وغيره كثير ـ أصبح هناك مناخ طائفي يفرز سلوكا طائفيا أدى لوجود تمايز في كثير من المناحي ضد الأقباط .

ومن الملاحظ أيضا أن هذا التمايز وتلك المشاكل قد ظهرت على السطح وأصبحت مادة دائمة لدرجة الإثقال على القارئ بسبب كثرة الحديث فيها ، ولكن الإيجابي في ذلك أن هذه المشاكل التي كان مسكوتا عنها قد أصبحت مثار كلام وتعليق ومبالغة في بعض الأحيان .

أما على الجانب العملي ، فلا شك أن هناك تغييرا واضحا ، لا في الدستور ولا في القانون ـ لأن ذلك ليس المشكلة ـ وإنما في فهم قطاع ليس بقليل من الرأي العام المسلم لمشاكل الأقباط ، وأعتقد أن هذا هو الطريق الأوحد والأسلم لحل تلك المشاكل .

وعلى ذلك فأنا دائما أوجه اتهاما لتلك المنظمات وهؤلاء الأفراد بأنهم لا يبتغون حل مشاكل الأقباط بقدر ما يسعون لزعامة يطمحون إليها ، وإلى مكاسب يسعون إليها ، بل وأنهم بربط أدوارهم ومطالبهم وطروحاتهم بالمنظمات العالمية يسعون ويعملون من أجل تنفيذ مخطط أجنبي ، وهذا ليس بمبالغة ،

والدليل على ذلك أنه إذا كان هؤلاء يريدون حل مشاكل الأقباط التي لا تنكر الآن ، فهل حل هذه المشاكل سيكون بعيدا عن المسلمين وهم الورقة الأهم في طريق الحل ؟ وهل الضغط على النظام الحاكم واستغلال نقاط ضعفه في مواجهة أمريكا تحديدا سيشجع الحكومة على الحل ؟ وإذا خضعت الحكومة فهل سيخضع الشارع المصري لتلك الضغوط ؟ والأهم أنه إذا كانت هناك ممارسات خاطئة من قبل بعض المتطرفين المسلمين في الإساءة للمسيحيين ، فهل يمكن أن تدخل الإساءات للإسلام في المقابل في إطار حل تلك المشاكل ؟.


والأهم هنا هو : هل يمكن أن نفرق بين مشاكل الأقباط ومسبباتها وبين الإسلام الصحيح والمسلمين الملتزمين بدينهم حقا ؟ هذه هي الإشكالية الحقيقية ، فمنظمة مسيحيو الشرق الأوسط هذه تم القبض على بعضها أعضائها ، وكان بحوزتهم كتاب يسمى "المضطهدين" يسجل مزاعم بالاضطهاد ضد الأقباط منذ الإسلام وحتى الآن ، فما هو الهدف ؟ وهل هذا سينقي نفوس الأقباط أم سيشعلها ضد المسلم ؟ ولماذا يتم الحديث عن السلبيات فقط عند تناول العلاقة الإسلامية المسيحية ، وهل لا توجد أية إيجابيات على مدار هذا التاريخ الطويل ، أم أن الهدف هو تشويه العلاقة والتركيز على مزاعم الاضطهاد لأسباب سياسية ؟ .

لقد قام رئيس تلك المنظمة في كندا بطلب تعليق عضوية مصر في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان ، وتقديم شكوى للمحكمة الدولية تتهمها باضطهاد الأقباط ؟ فهل هذا سلوك من يحل أم هو هدف ومخطط من يعقّد ومن يلعب دورا لا علاقة له بأية مشاكل للأقباط ؟.

إن من يريد حل مشاكل الأقباط ينبغي أن يدرك جيدا أن الحل ليس بالقانون وحده، أو بتعديل الدستور وإضافة مادة المواطنة ، أو بالضغوط الخارجية والشكاوى الحقوقية ، ولكن الحل يتأتى عبر تنقية المناخ الطائفي بين المسلمين والمسيحيين ، والإيمان بأن أية شائبة تضاف لتلك العلاقة لن تكون خطوة على طريق حل المشاكل .

وإذا كان ما يفعله هؤلاء ـ سواء دكاكين أو أشخاص ـ هو إساءة بالغة للعلاقات الإسلامية المسيحية ، وتوسيع للفجوة بين الأطراف ، ومن ثم فهم لا يسعون لحل مشاكل الأقباط وإنما يريدون استغلال ورقة الأقباط لأهداف أخرى في غير صالح الأقباط والوطن ، ورغم معارضتنا للنظام تماما فإننا نسأل هؤلاء : هل الإساءة لسمعة مصر وتعريتها وما يترتب عليه من الإضرار بالمصريين سياسيا واقتصاديا يمكن أن يحل مشاكل ؟ .
كفى أيها المتاجرون .. و"مش ناقصة" منظمات.


* المقالات المنشورة تعبر عن وجهة نظر اصحابها .. وممكن تكون وجهة نظر القائمون على البلوج كل شئ جايز !

1 comment:

Anonymous said...

اولا مبروك على مدونتك .. شكلها رائع واتمنى لك التوفيق ..
اما عن موضوع جمال اسعد فهذا الرجل اكبر عدو للأقباط فهو يرى ان الاقباط مضطهدين ولكنه مصمم على ان يظلوا مضطهدين .
يطلب منهم ان يطالبوا بحقوقهم ولكنه يطالبهم بأن يطالبوا بحقوقهم عن طريق الهمس حتى لا يسمعهم احد حفاظا على النسيج الوطنى المهلهل .
هو ضد كل قبطى متواجد بالخارج فكل قبطى خارج مصر هو عميل وخائن ويقوم بتنفيذ اجندة امريكية تبعا لمخيلته .
ويرى ان المنظمات القبطية جميعها تمول من جهات مشبوهة ويعملون على تنفيذ نفس الاجندة الامريكية .
كلامه يشعرنى كقبطى بالغثيان وارى فيه الخيانة والتخوين وارى الاعلام يقوم بتلميعه ليتناقلوا ارائه ويعرضونها على اساس انه رأى اقباط مصر وتفكيرهم ولكن للأسف فإن ارائه لا تعبر إلا عن فكر الحكومة والمتأسلمين والاعلام المشوه .
مع كامل احترامى