Tuesday, August 21, 2007

مكه كولا تباع فى اسرائيل وترفضها الدول العربيه


"مكة كولا" ترفع قضية ضد الدول العربية التي ترفض بيع مشروبها الغازي رغم انها تباع إسرائيل ..!

رفعت شركة "مكة كولا" قضية تحتج فيها على الدول العربية، العضو في منظمة التجارة العالمية WTO، التي ترفض إدخال مشروبها الغازي "مكة كولا" إلى أسواقها, في الوقت الذي ينتشر المنتج في الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويقول مؤسس ورئيس "مكة كولا" توفيق مثلوثي في اتصال هاتفي مع "الأسواق.نت" من العاصمة الماليزية كوالامبور "إنه بالتزامن مع ذلك تجري مفاوضات ودية مع تلك الدول, من المتوقع أن تؤدي إلى حل ودي يقضي بإدخال المنتج إلى أسواقها".


تباع في إسرائيل وتمنع في الدول العربية

ويرى مثلوثي أن "المفارقة المضحكة" تكمن في أن "مكة كولا" تباع في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في وقت تمنع فيه كبريات الدول العربية دخول المنتج، الذي يقدم بديلا سياسيا وثقافيا وورقة ضغط للمستهلك العربي.

وقال المثلوثي"اقرأ ما كتبته يديعوت أحرنوت عن مبيع مشروبنا في إسرائيل، الأمر عادي للغاية بالنسبة إليهم, في حين أن الأمر تراه بعض الدول العربية كارثة"، أسباب الرفض كما يصفها المثلوثي هشة للغاية، منها أن دولة عربية قالت إن دخول علامة "مكة كولا" إلى اسواقها يعني إثارة احدى الطوائف الدينية للرد بطرح منتج خاص بها أيضا.

وأضاف مثلوثي أن هناك أسباب أخرى تضاف إلى القائمة، قائلاً "مرة قالوا لي مكة كولا ممنوعة لأسباب أمنية، أين الخطورة الأمنية في مادة محلاة ممزوجة بمادة الكولا؟".
بالنسبة إلى مثلوثي, لن يحتاج إلى الكثير من الذكاء للتأكد بأن هناك ضغوطات على الدول العربية تلك من قبل الشركات الكبرى أو حكوماتها نظرا للأهمية الاستراتيجية لعلاماتها التجارية, خاصة أن التهديد يأتي من منتجات "مكة كولا" التي ارتبط اسمها ذهنيا بكونها مشروبات أزمة سياسية تتصاعد طرديا مع كل حدث يثير غضب المسلمين, مثلما حدث مع انتفاضة الأقصى, حرب العراق, الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول.


الأزمات السياسية


وساعدت تلك الأزمات "مكة كولا" في بيع مليار لتر, بأرباح بلغت 24 مليون دولار في عام 2006 عبر 17 مصنعا تسوق انتاجها في 64 دولة, وهي الأرباح نفسها التي تم تحقيقها في عام 2005، إلا أن مثلوثي عليه أولا قبل ان يطرح شعاره الإعلاني "اشرب ملتزما" أن يعمل على تفعيل استراتيجية تسويقية مختلفة في المنطقة العربية مختلفة عن نظيرتها الأوروبية والأمريكية.

وأوضح مثلوثي "العرب المقيمون في الشرق الأوسط عاطفيون, يتحمسون مع كل أزمة سياسية, وبعد هدوء العاصفة يبدؤون بالفتور والنسيان". الأمر مختلف بالنسبة إلى عرب المهجر؛ حيث نسبة الحرية والوعي والالتزام أعلى بسبب احتكاكهم اليومي بالحياة السياسية, الأمر الذي يجعل موضوع النسيان والفتور غير مطروح إطلاقا, بحسب مثلوثي, الذي دائما ما يفضل الحديث في الصالونات الإعلامية عن منتجه كمشروب التزام, وليس مشروب أزمة.

ولكن ماذا عن أسيا؟ هناك الوضع مختلف؛ حيث يبلغ الحماس الاستهلاكي أوجه عندما يتم الحديث عن منتجات إسلامية بديلة, الأمر الذي أدى إلى وجود سوق سوداء تزور العلامة الاصلية لـ"مكة كولا" نظرا لربحية الفكرة بالنسبة إليهم.

في باكستان مثلا, بحسب مثلوثي, فإن إحدى الشركات العالمية ترعى بعض المزورين وتقدم لهم التسهيلات اللازمة من أجل طرح منتجات مقلدة لـ"مكة كولا" تسيئ إلى الجودة الأصلية للعلامة.


تزوير ودعاوى قانونية

ويقول مثلوثي "المزورون يبيعون في باكستان 12 مليون لتر شهريا, ونحن نبيع 3 مليون لتر, أي أن العلامة المزورة تحصد 75% من السوق الباكستاني"، هناك 12 مصنعا في باكستان يؤدون مهمة التقليد.

الأمر يبدو مجانيا بالنسبة إلى العديد من المزورين عندما يحصدون تراكما إيجابيا لعلامة تجارية غير محمية بشكل كامل, مثلا في كينيا وقبل أن تصل "مكة كولا" إلى هناك بشكل قانوني, كان أحد المزورين قد استطاع أن يسحب 40% من سوق "كوكا كولا" من خلال طرح منتج مقلد باستخدام اسم "مكة كولا".

وتظهر بيانات الشركة المالية حجم إنفاق "مكة كولا" على الملاحقات القانونية؛ حيث بلغت 1.700 مليون يورو تقريبا في عام 2005 (الدولار = 0.74 يورو), وهي مبالغ تحكي عن حجم الدعاوي القانونية التي رفعتها "مكة كولا" في باكستان, كينيا, المغرب, تركيا, وغيرها من الدول.


جولة من المفاوضات

المنافسة لا يمكن التنبؤ بها إلا في حدود الأيدلوجيا؛ حيث إن منافسة "مكة كولا" التي صنفتها مجلة "فوربز العربية" في المرتبة الـ 31 لأهم 40 علامة تجارية عربية في عام 2006, مقابل "كوكا كول" التي صفنتها "انتربراند" الإستشارية كأغلى علامة تجارية في العالم بقيمة 67 مليار دولار, تعكس أهمية التركيز التسويقي على الجوانب الإثنية في ترويج المنتج، وهو ما يعمل عليه مثلوثي من خلال تبرع 10% من مبيعات "مكة كولا" إلى أطفال فلسطين, و 10% داخل البلد الذي يتم فيه تصنيع المنتجات. مثلا "جميعة مكة كولا الخيرية" استطاعت العام الماضي من دفع رسوم تسجيل 3000 طالب فلسطيني, إلى جانب قائمة من الأعمال الخيرية الأخرى منها مطعم الفقراء في فرنسا.

بالنسبة إلى مثلوثي, بعد أن ينهي الجولة النهائية من المفاوضات مع إحدى البنوك الإسلامية في البحرين لشراء حصة ما بين 30 إلى 40% من أسهم الشركة, سيكون له الوقت الكافي لإثارة جدل آخر, هذه المرة بديل إستهلاكي لـ "ستاربكس"؛ حيث يخطط لإطلاق "مكة كافيه"، وهو مقهى إخباري تظهر الشاشة أسفل الطاولة وهي تبث أخبارا يحددها مثلوثي، قائلا "الاخبار ستكون مفلترة, نحددها نحن, ولن نجعل البث الإخباري مفتوحا على مصراعيه".

No comments: