Sunday, April 29, 2007

فن المقامات


الهمذاني.. أصل فن المقامات

إذا ذكر فن المقامة كأحد فنون النثر في الأدب العربي فلابد أن يذكر قرينها وهو الهمذانى الذى يعد مبتكر هذا الفن ، كما يعد الرائد الحقيقي للصحافة العربية .

ولد بديع الزمان أبو الفضل أحمد بن الحسين الهمذاني في همذان عام 969م في بيئة علمية خصبة، حيث كانت همذان موطن عدد كبير من العلماء الأعلام الذين تتلمذ عليهم "بديع الزمان"، ومنهم " أحمد بن فارس" اللغوي المعروف، و"أبو بكر محمد بن الحسين الفراء" اللغوي الشهير.

وعندما بلغ "بديع الزمان" الثانية والعشرين من عمره غادر همذان متوجهًا إلى أصبهان إحدى منارات العلم في ذلك العصر، ومحط أنظار العلماء والأدباء، وكعبة طلاب العلم من كل مكان.

وفيها انكب على مجالس الأدباء والشعراء حتى جذب إليه الأنظار ببراعته وقوة حافظته، ثم برع فى الإسجاع والإغراب والأحاجي ، واشتهر بسرعة بديهته وحضور ذهنه وقدرته الفائقة على النظم والارتجال .

و لم يلبث أن غادرها إلى نيسابور 992م التى كانت تعد أعظم مدن خراسان في ذلك الوقت، وكانت ملتقى العلماء وأعلام الفكر والأدب ، وذاعت شهرة بديع الزمان في نيسابور بعد مناظرته الشهيرة مع العالم الأديب "أبي بكر محمد بن العباس الخوارزمي . وخلال هذا الوقت الف حوالى أربعمائة مقامة .

واستقر الهمذانى بعد ذلك فى هراة حتى توفي لدرجة انه سجل كل الاحداث التى عاصرها هناك حتى غدت رسائله مصدرًا مهمًّا من مصادر التاريخ الاجتماعي لهراة في العقد الأخير من القرن الرابع الهجري .

ولم يترك الهمذانى سوى ثلاثة مصنفات هي: الرسائل، والمقامات، والديوان، ولكنها كانت بصمات واضحة على الأدب العربي ، وقد برع في فن الرسائل، كغيره من كبار أدباء عصره في القرن الرابع الهجري و اهتم فيها بانتقاء الألفاظ الموسيقية العذبة، و توليد الصور المختلفة في غير تكلف ولا عنت .

وكانت موضوعات مقاماته تتعلق بالحياة اليومية والمشكلات العامة، وتصور أخلاق المعاصرين وأحوال العصر أحسن تصوير و تميزت بكثرة الشواهد الشعرية، وحسن المواءمة بين الشعر والنثر
وتوفي بديع الزمان الهمذاني في 23 من فبراير 1008م عن عمر بلغ أربعين عامًا .

& المصدر:
بديع الزمان الهمذاني: رائد القصة العربية والمقالة الصحفية: د. مصطفى الشكعة


No comments: