مثقفون أقباط يؤكدون أن اللغة القبطية ليست مقدسة ولا علاقة لها بالدين المسيحي !

أكد مثقفون ونشطاء أقباط، أن اللغة القبطية ليست مقدسة، ولا علاقة لها بالدين المسيحي على الإطلاق، معتبرين تمسك الكنيسة الأرثوذكسية بها في الوقت الراهن هو نوع من التمسك بالتراث الوطني.

ومع ذلك، تفاوتت الآراء بشأنها بين مطالب بإلغاء العبارات والألحان القبطية في القداسة والصلوات لصعوبتها وعدم تداولها الآن، في مقابل المطالبين بتعلم اللغة القبطية خاصة وأنها سهلة، وأن هناك أكثر من ثلاثة آلاف كلمة متداولة في اللغة المصرية تعود إلى تلك اللغة.

وأكد كمال بولس حنا، أحد رموز العلمانيين الأقباط لـ " المصريون " أن وجود عبارات وألحانًا قبطية في القداسات لا يقلل من شأن اللغة العربية، موضحًا أن الكنيسة تتمسك بهذه الألحان التي لا تعدو عن كونها لحن أو لحنين لرغبتها في الحفاظ على تراث الكنيسة الأرثوذكسية.
وأشار حنا إلى أن الغالبية العظمي من القداس والصلوات تتم باللغة العربية، لأنها اللغة الأولي في مصر والمفهومة، لافتًا إلى صعوبة القبطية، ومن الأولى تعلم اللغات الحية مثل الفرنسية والبريطانية، بدلاً من المطالبة بتدريس هذه اللغة في المدارس أو الدعوة لإحيائها لأنها أصبحت لغة ميتة بمعنى الكلمة.
وقلل من أهمية تعلمها مع صعوبتها الشديدة، لأنها لن تفيد في شيء غير التفاعل مع الصلوات والقداسات، مطالبًا بالاهتمام بالتاريخ والحضارة القبطية في المدارس ومناهج التعليم، لأنها جزء أصيل من تاريخ وحضارة مصر كلها.
فيما يطالب النشاط والكاتب عادل وليم بتحويل الصلوات المقامة باللغة القبطية إلى اللغة العربية لتسهيل تفاعل الأقباط في المشاركة في هذه القداسات بسبب مشاكل الفهم التي يعاني منها الأقباط عند سماع أو التعامل مع مفردات هذه اللغة القديمة.
وأكد أن التحول الكامل إلى اللغة العربية لا يخالف بأي شكل من الأشكال التقاليد الكنسية، لأن الإنجيل ليس به نص يشدد على ضرورة استخدام اللغة القبطية والطقوس والقداسات، لكنه أشار إلى أن التمسك ببعض العبارات في التراتيل والقداسات هو نوع من الطقس ليس إلا، نظرًا لأن أباء الكنيسة الأوائل كانوا يستخدمون هذه اللغة في إقامة أداء القداسات والصلوات أما الآن فإن المُصلي لا يستطيع التفاعل بالصلاة والمشاركة فيها بشكل كامل، لأنه لا يفهم مقاطع وكلمات تلك اللغة.
ورغم اعترافه بأن اللغة المصرية الحديثة و(القبطية) ليست مقدسة وليست لها علاقة بالدين المسيحي عن الأحكام، إلا أن إسحاق حنا الأمين العام للجمعية المصرية للتنوير يطالب بضرورة التمسك بها، لأنها لغة الوطن الأم، مشيرًا إلى أن الكنيسة تحاول الحفاظ عليها من هذا المنطلق، باعتبارها تراثًا شعبيًا.
وطالب حنا تدريس اللغة القبطية في المدارس والمعاهد، بعدما وصفها بأنها لغة مصر وبأنها لغة سهلة للغاية بخلاف ما يشاع عنها، موضحا أن هناك ما لا يقل عن ثلاثة ألاف كلمة في اللهجة المصرية الدارجة تعود إلى اللغة المصرية الحديثة.