Sunday, July 8, 2007

اضحك .. العزبى يقود مظاهره ضد الخنان ,, مش هو ده اللى اتحرش بالـ... ولا ايه




أيام في السودان


جمال سلطان .. المصريون

ضحكت ملئ فمي وأنا أشاهد التليفزيون المصري وهو يذيع وقائع مظاهرة جماهيرية يقودها اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط ومدير أمن القاهرة السابق رفضا لختان البنات ودفاعا عن صحتهن ، آخر عهدي بالعزبي أنه قائد حملات قمع المتظاهرين في القاهرة ، وسحق أعضاء كفاية في ميدان التحرير وسحل فتيات مصر ونسائها على أبواب نقابة الصحفيين وشوارع وسط البلد ، فعندما يظهر اللواء العزبي وهو يقود مظاهرة نصبح أمام حدث تاريخي ، عموما بشرة خير ، كنت في السودان تلك الأيام السابقة ، كنا نستمع إلى كبار مسؤولي البلد عن أحوال بالغة الخطورة ، منها ما يمثل خطورة على الأمن القومي المصري ذاته ، بينما كان الإعلام المصري مشغولا بختان الإناث ، ورغم أن تلك المسألة أكثر شيوعا في السودان ، إلا أن أحدا لم يهتم بها ولا يذكرها الإعلام الرسمي ولا "المتمسح" في الرسمي تحت ستار "المستقل" ، ولا توجد مظاهرات ضد الختان يقودها معالي المحافظ اللواء ، كما لم تظهر فتاوى تحرم الختان دينيا ، لم يحدث كل هذا هناك ، لأن حرم رئيس الجمهورية هناك غير مهتمة بالموضوع ! ، كان هناك عتاب علينا معشر الصحفيين العرب كرره أمامنا معظم المسؤولين اللذين التقينا بهم ، وهو إهمال المخاطر التي تتهدد السودان ، والاكتفاء بالنقل عن الإعلام الغربي والمصادر الغربية وهي تعطي صورة مزورة للغاية عن الأحداث ، وخاصة ما يحدث حاليا في دارفور ، وقد شرح لنا الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية السابق ومستشار رئيس الجمهورية الحالي ، خلفيات القضية كلها ، وتقاطعاتها مع بعض دول الجوار مثل تشاد ، حيث أن قبيلة الزغاوة التي يقود بعضها أحداث التمرد في دارفور هي نفسها القبيلة التي ينتمي إليها الرئيس التشادي إدريس ديبي وهي التي حملتها إلى السلطة بقوة السلاح ثم عادت بسلاحها إلى دارفور ، حدثنا عن حكاية "الجان جويد" التي تتردد الآن في الإعلام الغربي للدلالة على المسلحين المنتمين إلى العرب والذين تنسب إليهم الكثير من أعمال القتل والنهب والسلب في دارفور ، وكيف أن هذه المجموعات ليست عربية خالصة ولا أفريقية خالصة ، وإنما هي مزيج من رجال القبائل العربية والأفريقية الذين يقومون بأعمال القرصنة وقطع الطرق والإغارة على مناطق الرعي ، خاصة في أوقات الجفاف ، وهي تلك الأوقات التي يظهر فيها عادة تلك المشاحنات والتقاتل بين القبائل على خلفية السيطرة على المناطق الصالحة للرعي والتي تمثل ماء الحياة هناك ، الرجل تحدث في التطورات التاريخية التي مرت بها دارفور وقبائلها منذ الحكم العثماني والسلطنات المحلية ، ونفى قطعيا ما يقال عن تفرقة بين القبائل العربية والأفريقية في حكم السودان الآن ، وأوضح لنا بالأسماء القادة العسكريين وقادة الأجهزة الأمنية الكبار في السودان والذين ينحدرون من قبائل أفريقية في دارفور ، أحدهم كان وزيرا للدفاع والآخر كان رئيسا لأركان حرب الجيش السوداني ، وهذه من أخطر المناصب وأكثرها حساسية في الدولة هناك ، مصطفى عثمان إسماعيل ، وهو بالمناسبة مثقف من طراز رفيع قبل أن يكون وزيرا لخارجية حكومة الإنقاذ ، ومهنته الأساسية طبيب ، ذكر تاريخ الضغوط الأمريكية على السودان ، سواء في ملف الجنوب أو ملف دارفور ، وحكى لنا عن وفد للكونجرس الأمريكي زار دارفور قبل سنوات ثم ذهب يتحدث أمام الإعلام الأمريكي بأن قضية دارفور تتلخص في رغبة الحكومة السودانية في أسلمة سكان دارفور المسيحيين ، في حين أن دارفور ليس فيها مسيحي واحد ، وكل سكانها وقبائلها من المسلمين الخلص ، وتحدث أيضا عن خيبة الأمل في الموقف العربي من القضية ، حيث تخاف كثير من الدول العربية أن "تغضب" الولايات المتحدة بأي قول أو فعل مساند للسودان .... وللحديث بقية .
gamal@almesryoon.com

No comments: