Monday, October 1, 2007

المحرر يكتب : رهبان ثائرون .. وشيوخ يبايعون!






صرح شيخ الأزهر بأن كل من كتب حرفا عن شائعة مرض الرئيس سوف يصلى عذابا أليما في نار جهنم، في الوقت الذي يردد فيه رهبان بورما "الديمقراطية.. الديمقراطية"!

هذا سلوك يلخص حالة علماء الدين والمؤسسة الدينية في مصر ومعظم العالم الإسلامي وعلاقتها بالسلطات الرسمية، لكن في دولة صغيره لا يتجاوز عدد سكانها 46 مليون نسمة يعيشون على ما يقرب 677 ألف كيلومتر مربع، استطاع 30 ألف راهب قيادة أوسع التظاهرات الاحتجاجية ضد النظام العسكري الحاكم.

تخلى الرهبان البوذيون عن أي محظورات دينية تمنع إقحامهم في الشأن السياسي للدولة، وقادوا تظاهرة شعبية في ظل قمع أمني مكثف لم يعيروه بالا.. فهل يمكن أن نحلم أن يقوم علماؤنا بتظاهرة مثل الرهبان بمشاركة طلاب الأزهر ليهتفوا: الديمقراطية .. الديمقراطية؟
مظاهرات أية بس؟
سألنا الشيخ عزت عطية، صاحب فتوى إرضاع الكبير، عن إمكانية نزوله لمظاهرة احتاجاً على الأوضاع المتردية التي نعيشها .. بدا منزعجا للغاية وقال: "مظاهرة إيه بس اللي جاي تقولي عليها، ابعدني عن الكلام اللي يودى في داهية ده وخلينا عايشين" ثم أغلق الخط !

حاولنا استفتاء أحد رموز التيار السلفي الشيخ مسعد أنور وكانت الفتوى كاشفة لموقف الكثير من التيارات السلفية في مصر لاسيما عندما سألته "أية رأيك يا مولانا في المظاهرات ويا ترى ممكن تعمل زى ما رهبان بورما عملوا؟".. قاطعني وبمنتهى الشدة أجاب: "يا أخي المظاهرات ليس لها أصل في السنة، اللي بينزلوا في المظاهرات دول ناس فاضيه وناقصة عقل .. مظاهرات إيه بس .. دول آثمين شرعاً لأنهم يتظاهرون ضد حاكم مسلم موحد بالله يحكم بالقرآن والسنة وربنا يخليهولنا!". ... دول آثمين شرعاً لانهم يتظاهرون ضد حاكم مسلم موحد بالله يحكم بالقرآن والسنة وربنا يخليهولنا ! – ولا ندرى اى قرآن وسنه التى يقصدها فضيلة الشيخ وهل لذلك علاقة بوضع لخد مصر مداس لامريكا واسرائيل فى الخارج و اقرار وزير داخليته انه لا يعرف عدد المعتقلين لانهم ناس داخلة وناس خارجة !

وعندما سألته ألم يقم الفاروق عمر فور إسلامه بحشد المسلمين للخروج لتظاهرة في صفين هو على رأسها وحمزة بن عبد المطلب على رأس الصف الثاني، قال: "القياس خاطئ، البلد مش ناقصة الإخوان عاوزينها والعة لتهييج الناس حتى يصلوا للحكم، ونحن من جانبنا نتساءل يعنى هو كل حاجة وحشة في البلد خلاص مفيش حاجة حلوة .. نحن مع الرئيس مبارك لأنه حاكمنا المسلم ونحن مع استقرار البلاد".
- بالمناسبة الشيخ الذى يدافع عن الحكومة والرئيس تنازل عن اعطاء دروسه الاسبوعية بمسجد ابو بكر الصديق " بعد تحويله للاوقاف " !

الأزهر المُسيس

وعلى النقيض قال دكتور مصطفى الشعكة، رئيس لجنة المتابعة بالمجلس الأعلى للبحوث الإسلامية: "الأزهر كان دوما قائدا للجماهير المصرية على مدار التاريخ لما كان أزهر بجد"، مؤكدا أنه على استعداد للنزول لأي تظاهرة أو مؤتمر يهاجم النظام ويطالب بالإصلاح بشرط أن يكون منظميه هم الإخوان المسلمون لأنهم ضحايا الحملة الشرسة على الإسلام، فالشعب له مطالب بعضها حققتها الحكومة والبعض لم تحققها ومن ثم يحق لهم الانتفاضة لانتزاعها.

بينما رفض الدكتور المحمدي عبد الرحمن، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، القول بتراجع دور الأزهر في قيادة الرأي العام المصري موضحا أن العيب ليس في الأزهر وإنما في القائمين عليه، وذلك بسبب تسييس دور الأزهر حيث بات مثله مثل أي مؤسسة تخضع لنظام يركع للدولة ويُسبح بحمدها ليلا نهارا ولا يجرؤ على مخالفتها في أي أمر.

وقال المحمدي: "أنا على استعداد للمشاركة في التظاهرات ضد الظلم والاستبداد بشرط وحيد وهو التأكد من كون القائمون عليها ليس لهم أي مصالح شخصية أو دنيوية".

وشاطره الرأى الدكتور عبد الله ربيع استاذ الشريعه بجامعة الازهر موضحا ان هناك تعمد من الدولة لتهميش دور الازهر الشريف وعلمائه ويشارك فى هذا المخطط كافه مؤسسات الدولة وخصوصى وزيرى الاوقاف والاعلام .
واعترف ان هناك تقصير من جانب علماء الازهر انفسهم فهم ليسوا ملائكه تمشى على الارض والكثير منهم خدام للسلطان اكثر من الرسالة ! ، ومن ثم فالمنظومة كلها تحتاج للاصلاح منذ اعداد الدعاه من البداية حتى لا يظهر لنا رموزا مثل الموجودين على الساحة الان التى يسيئون للاسلام اكثر مما يفيدوه وهم فى النهاية محسوبين على الازهر وفى الحقيقة هم خدام فى بلاط السلطان .


ويلقتط طرف الخيط منه الدكتور يحيى القزار عضو حركة 9 مارس لتحرير الجامعات موضحاً ان "طبيعة الرهبان في بورما تختلف عن طبيعة الشيوخ لدينا، فهم قد تعودوا على حياة الزهد والعزلة عن العالم وفصلوا الروح عن الجسد وبالرغم من ذلك هبوا للثورة، ولكننا يبدوا أننا تعودنا على الاستبداد فلم نعد نكترث به، وغرقنا في جدل في فتاوى عقيمة تضر أكثر مما تنفع وتضيع الكثير من الوقت فلم يخرج من السعودية نفسها عالما يفتى بجواز رضاعة الكبير، وكذلك فتاوى التبرك ببول الرسول وعلى صعيد مواز تأتى الفتاوى المقربة للسلطان بعدم جواز مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية وكذلك تجريم العمليات الإستشهادية في فلسطين، والأهم هو تأثيم من يشترك في المظاهرات باعتبار أنها بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".

الوضع يختلف

أما ضياء رشوان، رئيس وحدة النظم السياسية ومحرر "دليل الحركات الإسلامية" بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فجاء رأيه: "من الصعب جدا المقارنة بين ما حدث في بورما وما يجري في مصر، بل يمكن القول أنه من المستحيل أن نفكر في تكرار ما حدث هناك في الوقت الحالي؛ لأن رجال الدين انشغلوا ببعض الأمور التي تبعد تمام البعد عن تشكيل أي رأي عام في اتجاه قومي أو ديني محدد، وذلك بعكس الرهبان البوذيين الذين تعودوا على مشقة الحياة وتعلموا كيفية الدفاع عن أنفسهم وسط الجبال".

يضيف: "قبل ما نفكر في القيام بثورة علينا أن نفكر في إصلاح المؤسسات الدينية في مصر أولا، فكيف يكون منصب شيخ الأزهر بالتعيين وليس الانتخاب وننتظر منه أي موقف ضد النظام، كما أننا في مصر نفتقد لوجود المؤسسة الدينية بمعناها الصحيح بعكس بورما، فضلا عن الشيعة الذين يضعون رجال الدين في مراتب معينة يترقون فيها بحسب ارتباطهم بآل البيت وقدرتهم على التحصيل وكذلك مستواهم المادي لأنهم يتبرعون بنصف دخلهم".

راهبات تشارك

المثير ان المظاهرة لم تشتمل على الرجال فحسب وانما شارك فيها الجنس اللطيف – الراهبات – حيث انضمت 5000 راهب في بورما ترتدين الزي الابيض إلى المظاهرات التي سارت في قلب رانجون لاول مرة للمشاركة في المظاهرات للمطالبة بإنهاء حكم العسكر وقد اصطف حوالي 10 آلاف شخص من المواطنين على جوانب الطريق لتحيتهن وذلك بعد من مرور الرهبان البوذيين من أمام منزل زعيمة المعارضة البورمية " اونج سان سو كي " حيث تقاطر المحتجون إلى الشوارع في أكبر مظاهر المناهضة لجنرالات الجيش منذ انتفاضة عام 1988.

مشاركة الراهبات التى يفترض انهم رمز للروحانية فى الحقيقة للمطالبة بتغيير واقع تجرعوا ويلات مراراته جراء حكم العسكر هى فى الحقيقة مرآة تعكس ايمان هذا المجتمع – الذى ربما يصفه البعض بالمتخلف – بضروره مسانده المرآه للرجل حق تقرير المصير بينما نحن غارقون فى التحرش بفتيات كفاية اليساريات فى المظاهرة جهارا نهاراً ولو باللفظ ونحن انفسنا من يطالب بالمعاقبة حبيب العادلى على تقصيره فى حمايه بناتنا فى الاعياد عندنا حدثت الثوره الجنسية فى شوارع وسط البلد , فكيف نطالب نظام مبارك بالاصلاح ونحن داخل قرارة انفسنا نعلم علم اليقين اننا اسوء منه !

فى هذا الصدد يتسائل محمود الزهيرى الناشط سياسي والمهتم بحقوق الأقليات الدينية والعرقية عن مردود المشهد المشرف للرهبان والراهبات البوذيين اثناء مسيرتهم الاحتجاجية للمطالبة باسقط حكم العسكر فى عقول علماء الازهر الذى تفننوا فى تملق السلطان وعلى رأسهم طنطاوى .
وهل مطالبتهم بالعصيان السياسي الشامل والإنتقال به للعصيان المدني بمشاركة النساء " الرهبات البوذيات " رجس من عمل الشيطان ، رغم اننا لم نسمع عن بورما اخبارا او تحركات سياسية او مشاكل عشر ما يوجد بمصر ، أم اننا سنظل فى اسر المنتمين للجماعات الدينية الأصولية المتطرفة " السلفيين " والتي تقول بحرمة المظاهرات ضد الحكام الفسدة والظالمين لشعوبهم والسارقين لأوطانهم , علي خلفية : ما أقاموا فيكم الصلاة .وعلي خلفية طاعة ولي الأمر المتوجبة لأنها من طاعة الله وطاعة الرسول : أي من باب : أولي الأمر منكم .بل ويذهب البعض من غلاة الأصوليين بحرمة الخروج علي الحاكم حتي لو جلد ظهرك , وهتك عرضك , وسلب مالك , وقتل ولدك !! ‘ فضلا عن تحريمهم للاختلاط بين الرجال والنساء فى العمل فما بالك بالمظاهرة التى يختلط بها الحابل بالنابل !

وهى قطعا مفاهيم مغلوطة مئة بالمئة ودوما ما يكون الهدف من انتشار تلك النوعية من الفتاوى التملق للسلطان طمعاً فى نعيم الدنيا وليس الاخره كما يدعى السلفيين !

و يردف الزهيرى : للاسف المسلمين فى بلادنا لا يفرقون بين ماهو سياسي وماهو ديني علي زعم منهم أن الدين الإسلامي ليس ديناً علمانياً ، بل يصل الأمر بغالبيتهم إلي أن الكفر والعلمانية قرناء وأن العلمانيين كفار ملاحيد .. وحينما تخرج إلي النطاق العملي تجد تصرفاتهم وكأنهم من عتاة العلمانيين إن صح التعبير أو صدق التوصيف ، وتجد القيادات الدينية مأتمره بأمر القرار السياسي للحكام الألهة في أوطانهم , بل ويجعلون تفعيل قرارات الساسة من الدين .

ويظل السؤال.. إن كان بوذا وثنياً واستطاعت تعاليمه بعد موته بمئات السنين أن تحرك الثورة الكامنة، فمتى يدرك شيوخ الأزهر أن فرض الجهاد لا يقتصر على محاربة أعداء الله وإنما ضد الحاكم المستبد أيضا؟ ولنا فى سيدنا الحسين اسوة حسنة فى خروجه على يزيد بن معاوية – اول وريث للحكم فى الاسلام – عندما فاق ظلمه الحدود ... فهل نتحرك عندما يأتى الوريث المنتظر ..

3 comments:

مقاومة said...

المقارنة اللي انت عملتها بين اللي حصل في بورما من ثورة الرهبان البوذيين و بين عملاء السلطة في الازهر اديتني شعور كبير بالاستغراب ، عمري ما جه في بالي ان اسأل علماء دين هل ممكن تخرجوا في مظاهرة و لا لأ ، و اجاباتهم بصراحة تخلي الواحد يتأكد تماما و متمما انه اكيد في مصر ، لو كان شيوخنا فاكرين انهم بيعيشوا من الاشتغال في الدين يبقى اساسا احنا شعب ماعندوش ملة و لا دين بس في النهاية انا موافقة تماما على رأي ضياء رشوان ان المقارنة صعبة جدا بدليل انها ادت النتايج و الاجابات دي

المصير said...

العزيزه مقاومة الحل يكمن فى ان يعود الازهر ... ازهر بجد ازهر يعمله الحاكم حساب مش ازهر عمال يلحس فى بلاط السلطان

وحسبى الله ونعم الوكيل

خيرالدين said...

فضلت قاعد اقرا ومش عارف هاعلق ازاى

الشيخ مسعد انور احد من يرى ان حياه المسلم كلها بدع وخروج عن العقيده ويرى ان اغلب كلام المسلمين اليوم ملىء بالشرك لايرى ان مبارك الذى يضع يده فى يد قاتلى اخواننا المسلمين مخطىء ولا يرى ان الجوع والعطش والتعذيب وحرمان الناس من حقوقهم
خطأ
ولا امر يستحق الخروج


ــــــ
انا لفت نظرى حاجه
رهبان ميانمار او بورما
زاهدين فى الحياه ومع ذلك طالبوا بالديمقارطيه
وشيوخنا مشولين بأشياء اهم
هيروحوا البيت بيتك ولا المسلمون يتساءلون

فكرة التحقيق عبقريه كعادتى بك يا شريف