Sunday, February 17, 2008

المصريون يحرقون بخورًا بـ 50 مليون دولار سنويًا



نشرت صحيفة "لوبون" الفرنسية تقريرًا للباحثة ماريا جوزيف عن استخدام البخور وطرق استعماله منذ عهد قدماء المصريين وحتى العصر الحالي، مستعينة ببعض الباحثين المصريين، خاصة في بعض المصطلحات ومسميات أنواع البخور.
وأشارت الباحثة المتخصصة في علم اجتماع دول الشرق الأوسط في تقريرها المعنون: "البخور في مصر .. عادات سيئة" إلى أن الفراعنة استخدموا البخور في تحنيط موتاهم وتطييبهم وفي عبادتهم، حتى أن الملك آمون استهلك في عام واحد 2159 جرة و 304093 مكيالا من البخور، وقد أهلك كهنة بابل عشرات الآلاف من أوقيات البخور في عهد الإمبراطور (بعل)، بينما اعتقد الكنعانيون أن إرادة الآلهة في رؤوس أنوفهم، فعندما يشمون رائحة البخور يشعرون بالرخاء.

وحسب الباحثة الفرنسية، فإن البخور من أساسيات التعبد في الكنائس كما كان يستخدم في الأفراح الإسلامية، وأن شراء البخور في مصر يتلون طبقا للمكانة الاجتماعية؛ فالفقراء يشترون الأنواع الرخيصة، بينما يشتري الأغنياء العود والصندل والمسك.

واهم الأنواع المستهلكة في مصر الجاوي والمستكة وقشر الدليمة والفارة والفرفارة والجنزارة، ويعتقد المصريون أن الكندر المغربي بفك العكوسات وعرق الحلاوة والعرقسوس لتطهير المكان من الشياطين، بحسب الباحثة.

ويعتقد غالبية المصريين أن الوظيفة الأساسية للبخور، هي العلاج من المس والسحر، ومن الأنواع المستخدمة لذلك اللبان الدكر والكسبرة التي يطلق عليها تفاحة الجن، وهو بخور يعتقد المصريون أنه يقوم بتحضير وحرق الجن، وتندرج تحته أنواع بخور تستخدم في أعمال الخير كالعنبر والحبة السوداء والمسك الأبيض والجوا الحمراء والبيضاء وحبة السويدان ولأعمال الشر كالحلتيت والزفتى والميعة السائلة وجماجم التمر وبخور النيلة.

وكما تقول الباحثة، فإن هناك اعتقادًا يسود بين المشعوذين المصريين، والمترددين عليهم، وهو أن الجن يطلب نوعا معينا كطعام ليقوم بالأعمال المطلوبة منه، موضحة أن هناك كتابًا يتداوله المشعوذون، اسمه: "استحضار ملوك الجن في الوقت والساعة" يشير إلى أن هناك بخورًا لحرق الجن والشياطين كالحلتيت وحب العود، وأن هناك نوعًا من البخور يعتقدون أنه فاتحة للكنوز، مثل جوهرة سليمان والطقش المغربي، وللحسد هناك كف مريم ورجل الأسد.

ويعتقد المشعوذون المصريون أن العمل بأنواع البخور يكون طبقًا لملك الجن الذي يحكم في هذا اليوم؛ ففي يوم السبت ميمون بن نوح، ويطلب اللبان الدكر وكسبرة وميعة سائلة وبخور السودان، بينما يطلب الملك مُرة يوم الأحد المستكة والجاوة، ويوم الاثنين يطلب الملك المذهب المستكة والعنبر، حسب اعتقادهم.

ويوم الثلاثاء يطلب الملك يعقوب ملك الروم، المقل الأحمر والجاوة والصندل الاحمر، ويوم الأربعاء يطلب الملك البرقان ميعة سائلة والمقل الأزرق، ويطلب شمهورش يوم الخميس يطلب ميعة جافة ومعها حبة السويدان، بينما يطلب ميمون الأبيض يوم الجمعة المسك الأبيض، كما يزعم المشعوذون.
ورغم محاربة المصريين المثقفين للمشعوذين إلا أنه هناك شريحة كبيرة مازالت تقيم حفلات الزار وغيرها مما يستهلك كميات كبيرة من البخور.

ويرى الشيخ أحمد عبد القادر أحمد، موفد الأزهر في دولة الكونغو ان استحضار الجن سواء للإيذاء أو الأعمال الأخرى أمر مخالف للدين وبقايا كهانة واستغلال الناس بأكاذيب عن الغيب لا أثر لها.
وأضاف: جاء الإسلام لربط الناس بالحقائق الغيبية وتطمينهم إلى تصريف الله تعالى لأمور وأن يفوض المؤمن أمره إلى الله تعالى، وإذا ضعف إيمانه تسللت الشياطين إلى النفوس والقلوب فملأتها رعبًا وأبعدتها عن الله عز وجل، والذكر الخالص لله هو المنجي من كل شيء، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

وأشار إلى أن الأزهر وعلماءه يقاومون هذه الخرافات التي مازالت تتعايش مع شريحة كبيرة من الناس في مصر والبلاد الإسلامية.
من ناحيته، أكد مصطفى الربيع من الغرفة التجارية أن المصريين يقبلون على البخور في أوقات معينة من العام كشهر رمضان والأعياد والمناسبات، وأن مصر شهدت في الفترة الأخيرة أكثر من 50 صنفًا من أنواع البخور وبروائح مختلفة بحسب المصريون .
وأوضح أن ما يستهلكه المصريون من بخور سنويًا بما يقدر بحوالي 50 مليون دولار سنويًا، بينما يبلغ قيمة ما يستهلكه السعوديون بما يقدر بـ 300 مليون دولار سنويًا، وأشار أن الكويت هي ثاني دولة عربية بعد السعودية في استهلاك البخور وتدخل السودان ضمن الدول المستهلكة للبخور، حيث مازال يمارس فيها حفلات الزار بشكل كبير.

No comments: