Monday, November 5, 2007

المحرر يكتب : مكرم محمد أحمد ... التايير قبل التغيير

"بص ياض أنت وهوه فاكرين ايه أنا عرقت في المهنة عرق يوزنكم " أنه الأستاذ مكرم الأستاذ الكبير وهو يخاطب جموع الصحفيين في أحد اللقاءات. تاريخ عريض موهبة دءوبة ..يحملها رأس تغطيها كتانة بيضاء حيث اشتعل رأسه شيبا .يمشي متجهما واثق الخطو كأنه ينحدر من مكان عال .البدلة حديثة الكي ، جزمه لميع وحتى الآن يقف في المؤتمرات الصحفية بنفسه يزاحم الشباب ولا مانع من كتف أو زغدة ..فربنا يخليه خشبه جامد ، وأسئلته مدببة .عنيد لدرجة القسوة ،ثأري جدا، ذات يوم كان في مهمة في حرب اليمن بناء على طلب من الأستاذ هيكل ..كان مكرم يعمل بدماغه وما يراه مناسبا دون الرجوع لقائد القوات المصرية ، فبعثه واستدعاه وقال له القائد : أنت شغال بدماغك .فرد مكرم : أمال أشتغل بدماغك ..فتبادلا الشتيمة ، فتم حبس الأستاذ مكرم شهورا .وعندما خرج كلمه هيكل في تليفون فلما سمع مكرم صوته ..أخذ في الردح والشتيمة ..فلما عاد إلى القاهرة سأله هيكل تروح أمريكا يا مكرم فأجاب الأخير لا، هروح اليمن تاني.
في الجبهة كانت البداية
بدأ مكرم محمد أحمد مسيرته الصحفية مراسلاً حربياً للأهرام فحضر حرب اليمن وحرب تحرير الجزائر وأمضي فترة على خطوط المواجهة ، ووصل إلى موقع مدير تحرير الأهرام وكان يتوقع أن يرأس مجلس الإدارة وأن يصبح رئيساً لتحرير الصحيفة غير أن الفرصة ذهبت لإبراهيم نافع وفيما يشبه الترضية تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة الهلال ورئيس لتحرير المصور، فضلا عن تعيينه فى مجلس الشورى، وظل هناك فى ظل زمن القيادات المزمنة لأكثر من عشرين عامآ فى المصور. تعرض مكرم لمحاولة اغتيال فى باب اللوق بسبب مقالاته ضد الإرهاب خرج منها سالماً . أبرز ما ألفه كتابي "قدرة مصر النووية: أسباب الإخفاق وتحديات المستقبل" ، أما الكتاب الثانى فكان بعنوان " مؤامرة أم مراجعة " و تناول فيه فكر الجماعات الإسلامية من خلال حوار صحفي يقول أنه أجراه مع قادة الجماعات الإسلامية داخل سجن العقرب وحلل الأخطاء الدينية التي وقعوا فيها ومراجعة أفكارهم القديمة والخطأ فيها طبقا لوجهة نظره.
مواقف وغرائب
وللأستاذ مكرم رأي من موضوع التطبيع حيث يرى انه لا يشمل الزيارات المهنية للكيان الصهيوني، وقام بزيارات ولقاءات مفترض نظريا أن تضع عضويته في النقابة على المحك لتحلله من قرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين الخاصة بعدم التطبيع مع إسرائيل وهو الامر الكفيل بإسقاطه والذى كان السبب الرئيسي في إسقاط صلاح منتصر ونجاح جلال عارف فالأول من المطبعين والثاني من أعداء التطبيع ! وبالمناسبة وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تستطع إخفاء غبطتها بترشيح مكرم، لدرجة أن صحيفة الراية القطرية نشرت تقريراً عما نشرته الصحف الإسرائيلية في 1 سبتمبر 2007 عن ذلك فقالت "لا نقيب إلا مكرم ولا مكرم إلا النقيب" "ليس هو إلا المنقذ الذي سينقذنا من كراهية الصحفيين المصريين لنا" . وهناك ثلاث وقائع فى مسيرته الصحفية جمعته بإسرائيليين، فضلاً عن الزيارة التى قام بها لإسرائيل كما التقى مجموعة إسرائيلية فى لندن فى عام 1974 ولإنه رجل التطبيع الاول فى مصر فقد إشتري أول ماكينات كمبيوتر لدار الهلال من الكيان الصهيوني بحسب ما قال الصحفي عبده مغربي الصحفي بصوت الأمة. ومع ذلك يصر الأستاذ مكرم على الفصل بين الأداء المهني والتطبيعي.
مرشح دولة لا حكومة
الأستاذ مكرم ماهر في التلاعب بالكلمات ،يقول "أن مرشح الدولة وليس الحكومة" كما جاء في حديثه في قناة المحور و قال لـ "ولاد البلد" أنا أسعى لعمل تسوية سلمية لأزمة رؤساء التحرير الخمسة بعيداً عن توجيه أصابع الاتهام إليه بأنه السبب الاول فى افشال لجنة الحوار مع الحكومة ، كما قال أنه سيسعى لتحويل النقابة لدار خدمات وسوف يرتقي بالمهنة ويرفع أجور الصحفيين.ولكنه استدرك بالقول" لن تتحول النقابة إلى مرتع للمعارك الحزبية والطائفية ولن تخرج مظاهرة لفرد واحد إلا بموافقة مجلس النقابة بالاجماع وإلا فلا !" وأستطرد: "أنا لن أقيم المجلس السابق ولكن لا يعنى ذلك أننى لا أرى له عيوباً ولكننى أراعى حقوق الزمالة و أسعى لعمل منظومة جديدة مع مجلس نقابة عسى أن يكون ملتزماَ" .مكرم يصر على العزف على أوضاع الصحفيين المتردية فكثيرا ما ردد في حملته تلك أنه سيوفر لكل صحفي بدلة شيك ولكل صحفية تايير أنيق.من جانبه ينفى الشاب صابر مشهور " صحفى المصرى اليوم "مزاعم نقيب الحكومة أنه سيعمل على رفع أجور الصحفيين ويذكره أن الكثير من الزملاء عملوا في مجلة المصور وفي مجلة الكواكب لسنوات في عهده بدون مليم ، فكيف يزعم أنه سيعمل على رفع الأجور وبدل التدريب.أكرم القصاص نائب رئيس تحرير صحيفة "العربي الناصري" يرى أن الاستاذ مكرم محمد أحمد " معندوش حاجة يضيفها " للنقابة لأنه ببساطة جه فى الوقت الضائع".
العصبي المستبد
لقد خاض مكرم انتخابات نقابة الصحفيين أكثر من مرة ولكن كان الجو الصحفى أهدى من الآن بمراحل و بحسب القصاص فأن" المشاكل الحالية للصحفيين لم تكن مطروحة وقتها مثل البدل وسوء الأداء المهني بشكل عام ، و وقت أن كان نقيباً للحكومة فى فترة التسعينات وسمى وقتها بمحلل ابراهيم نافع لم يقدم شيئاً فماذا سيقدم الآن ". ويضيف: يتميز مكرم بأنه عصبى جداً ويحاول طرح أفكاره باعتبارها الحقيقة المطلقة وهذا لا يصلح مع المتغيرات الجديدة"ويذكرنا القصاص بأن مرشح الحكومة لمقعد نقيب الصحفيين كان أحد الذين شاركوا فى إفساد لجنة الحوار مع الحكومة للتفاوض حول الغاء احكام الحبس الصادرة عن بعض رؤساء تحرير الصحف الخاصة.. مما يزيد الشك حول نية الحكومة فى تأميم نقابة الصحفيين و اغلاقها على نفسها.وتطرق نائب رئيس تحرير صحيفة "العربي الناصري" لعدم وعى مكرم بضرورة حل مشاكل صغار الصحفيين من تنكيل بعض الجرائد الخاصة بهم وعدم وجود أى ضمانات لهم، فضلا عن انخفاض اجورهم . أما عبد الله كمال رئيس تحرير "روز اليوسف" وصديق مكرم محمد أحمد فأعلنها بداية أنه من أول من سيقومون بالتصويت له ، نظراً لثقته فى قدرته على العطاء .. وعندما سألته ولاد البلد: وهل يوجد شيئاً بجعبة مكرم يقدمه للصحفيين بعد الاستاذ جلال عارف ؟ فرد متعجباً .. "لم تكن هناك مرحلة من الأساس يمكن أن نقيمها لجلال عارف لأن النقابة كانت في عهده مجموعة من الجزر المنعزلة التى تتآلف فى بعض الاحيان لاسباب وصفها بانه أيدلوجية" .وتابع كمال:يمثل الأستاذ مكرم محمد أحمد خبرة صحفية ونقابية لا يستهان بها وهي الخبرة التي تتشابك للتعبير عن أجيال مختلفة وأهم ما يميزه هو اهتمامه بالجانب المهنى للصحافة، فهو الوحيد الذى يستطيع القيام بنهضة صحفية حقيقية فى مصر بعيداً عن اقحام النقابة فى لعب أدوار سياسية لمصالح شخصية . كما أننى أجزم – والكلام لكمال – أنه يمتلك برامج محددة لحل مشاكل صغار الصحفيين ، وهو يتقن التعامل مع مجلس النقابة القادم أيا كان تشكيله بعيداً عن المجلس الهش السابق .

No comments: